السبت، 18 فيفري 2012

نساء يدبـــرن متابعــات قضائية لعشّاقهن وأزواجهـــن انتقــاما منـهـــم

''الشيطان أستاذ الرجل وتلميذ المرأة'' حكمة يعرفها آدم جيدا ويرددها دوما، فقد ورد كيدهن بصيغة التعظيم في القرآن الكريم ، كما أن التاريخ وعلى مر العصور يحمل في طياته حكايات عن انتقام المرأة وقوتها عندما تكشّر عن أنيابها فتقرر الانتقام خاصة عندما يسكنها هاجس فقدان زوجها أو حبيبها، فتقدم على تصرفات تتخطى حدود العقلانية في كثير من الأحيان متبعة شتى الخطط والسبل للبقاء بقربه تصل أحيانا لحد توريطه في متابعات قضائية وذلك سعيا منها للاحتفاظ به أو حتى لدفع أذى منه، أو انتقاما لخلاف سبب لها الضرر، غير أنها تزيد الطين بلة، وتنتهي قصة الحب الجميلة في أروقة المحاكم بين اتهامات متبادلة وخلافات تنهي العهد الجميل.

هي مقدمة لملف ارتأت ''النهار'' أن تقف عنده لارتفاع  القضايا التي عالجتها المحاكم الجزائرية خلال الأشهر القليلة الماضية، كانت أبطالها نساء دبرن متابعات قضائية لأزواجهن أو حتى لعشاقهن انتقاما منهم بسبب خلافات بينهم ستتطرق إليها ''النهار'' على سبيل المثال لا الحصر.رفض زوجها العسكري إثبات زواجهما العرفي فبلغت عن ضياع سلاحه الناريهو ما وقع لامرأة في الثلاثينات من العمر التي تقدمت بشكوى لدى مصالح الدرك الوطني عن ضياع سلاح ناري يخص زوجها العسكري الذي اعتاد على ترك مسدسه لديها باعتبار أنه زوجها بموجب عقد عرفي، غير مراعية أن هاته الشكوى قد تنهي حياة زوجها في السجن، وجاء في مفاد الشكوى أن السلاح الناري سرق منها أثناء تواجدها ليلا بملهى في ''لامادراك'' بعين البنيان، مضيفة أن زوجها قد اعتاد على ترك سلاحه عندها وقد وضعته في حقيبتها إلا أنها لم تجده، لتباشر ذات المصالح تحرياتها المعمقة للكشف عن مرتكب الجريمة، وبعد استدعاء زوجها العسكري الذي فند ما جاءت به السيدة عن ضياع سلاحه أو تركه عند المتهمة ، موضحا أنها خطيبته ولم يتزوجها بعد وقد قطع علاقته بها لتتابع بتهمة الإبلاغ عن جريمة وهمية والمشاجرة في طريق عمومي، لتعترف المرأة في جلسة المحاكمة بأنها افتعلت القضية انتقاما من الضحية الذي تزوجها بموجب عقد زواج عرفي ورفض إثباته بعد أن تخلت عن أسرتها ونبذها الجميع في سبيل حبه ، ولأنها غير مثقفة قانونيا، قررت الإنتقام منه على طريقة النساء غير مدركة بأن السحر سينقلب على الساحر وتصبح هي المتهمة حسب تفاصيل تضمنها تحقيق شيق انفردت به صحيفة " النهار" الجزائرية.

رغبته في تطليقها...تحرّض امرأة على فضح جرائم زوجها للدرك
لم يخطر إطلاقا على بال شاب ثلاثيني يدعى ''ك.س'' أن تطأ قدماه المؤسسة العقابية بالحراش، بشكوى تقدمت بها زوجته لدى مصالح الدرك الوطني بالحراش، تفيد بأنها على علم بأن زوجها قام بسرقة الدراجة النارية من بيت جارهم بسبب زوجته، اتهمته بالاستيلاء على الدراجة النارية وسرقة مجوهرات وهاتف نقال بشريحتين من بيت جار آخر. وهو الإتهام الذي جعل مصالح الدرك تتحرك لتوقيف المتهم، غير أن هذا الأخير وبعد مواجهته بالجرم المنسوب إليه أنكر علاقته بها وأكد أن القضية كيدية من طرف زوجته لوجود خلافات بينهما، ولعلمها بأنه ينوي تطليقها. وفيما يخص الملف الثاني فقد وجهت الضحية نفس التهمة لـ''ك.س'' وكشفت في جلسة المحاكمة نيابة عن كنتها التي طالها الاعتداء والسرقة، وسردت أنه في يوم من شهر رمضان وبغياب ابنها في مهمة عمل بالأغواط، سمعت صراخ كنتها الحامل، فظنت أن ساعة ولادتها قد حانت، ولدى إسراعها لغرفتها، تفاجأت بالمتهم وهو جارها يتسلل للهرب، ولم تستطع الإمساك به، وأضافت أنها وجدت كنتها الحامل في حالة نفسية صعبة، بحكم أن المتهم أشهر السكين في وجهها وهي نائمة، وطلب منها الصمت بعد أن أغلق لها فمها بالقوة، و قام بسرقة سلسلة ذهبية بقيمة 8ملايين سنتيم ، وهاتف نقال بقيمة 4ملايين سنتيم ، أسرعت بعدها لترسيم شكوى ضده لدى الجهات الأمنية.

 لأنه أوهمها بالزواج وسافر إلى فرنسا دون إعلامها... اتهمته بالتزوير
تعرّفت ''ب. أ'' في سنوات التسعينات على ''أ. م'' شاب عشريني، طموح ونشأت بينهما علاقة حب وعدها بالزواج منها فوافقت وبما أنها ارتاحت لزوج المستقبل منحته سيارتها ليقضي بها حوائجه، غير أنه لم يكن على قدر ثقتها الكبيرة به، حيث قام بتزوير وثائق السيارة وعقد البيع وباع السيارة ليختفي عقبها عن الأنظار، فلما بحثت عنه واستعلمت من أقاربه ومعارفه أخطروها أنه قد غادر التراب الوطني باتجاه فرنسا؛ لتقيّد فورا شكوى تتهمه فيها بالتزوير واستعمال مزور فلما رجع المتهم إلى التراب الوطني وجد حكما قضائيا صادر في حقه، لينكر أثناء محاكمته التهم المنسوبة إليه، موضحا أنه كان مسافرا منذ 1993 ولا علاقة له بهذه القضية أصلا، وأن القضية ملفقة في حقه لأنه لم يرتبط بالضحية ويتزوجها.

زوجة ترفض العيش مع أسرة زوجها تغيّر أقفال مسكنها وتتهمه بالإهمال العائلي
وغير بعيد عما سلف التطرّق إليه، رسمت امرأة شكوى ضد زوجها تتهمه بالإهمال العائلي مصرّحة خلال جلسة محاكمة زوجها، أنه غادر مسكن الزوجية في جانفي 2010 منذ ذلك التاريخ لم يزرها أو يسأل عن أبنائه، كما لم يرسل لهم فلسا، غير أن المتهم كذّب أثناء محاكمته ادعاءات زوجته وأكّد بأنه كان يعاني من مشاكل عائلية جعلت أسرته تطرده من مسكنها العائلي بالحراش فاكترى مسكنا رفقة أسرته الصغيرة بحسين داي وبمرور عدة أشهر عادت المياه إلى مجاريها وأصلحت الأحوال بينهم، فقرر العودة إلى عائلته، غير أنه اصطدم برفض زوجته والتي فضلت البقاء بمسكنها منفردة، فغادر هو عند عائلته وكلما جاء لزيارة أبنائه والاطمئنان عليهم يجد زوجته ببيت أهلها ومؤخرا اكتشف أنها غيّرت أقفال البيت دون أن تخبره، مضيفا أنه كان يمر بضائقة مالية لذا لم يرسل لهم المال.

تتهم عشيقها بسرقة هاتفها بعدما جرّدها منه للتأكّد من عدم خيانتها له
ومن الحب ما قتل، غير أن الحكمة التي تنطلي على المتهم في قضية الحال ''ب. م''، 26 سنة، يعمل بميترو الجزائر هي من الحب ما سجن، حيث إن الحب وحده هو الذي قذفه إلى غياهب السجن ليواجه مصيرا مجهولا معتما سببه الغيرة والشك التي عشعشت في قلبه جراء الكلام الكثير الذي سمعه من أبناء الحي حول خيانة حبيبته له واستغفاله إياه؛ فهي تفوقه علما وجمالا ورفعة، مما جعله يصدق كلامهم. وفي يوم الحادثة التقى المتهم بحبيبته بمحطة الحافلات في باش جراح وسارا معا على الأقدام إلى غاية حسين داي وهناك أخبرته بضرورة إنهاء هذه العلاقة، خاصة وأن أهله الذين اتفقوا مع أسرتها على زيارتهم يوم الخميس لترسيم العلاقة وخطبتها، لم يوفوا بوعدهم بل تركوها تنتظر وأبلغوا ابنهم أنه لن يتزوج الفتاة إلا بعد أن تزف شقيقته إلى بيت عريسها، مما أحرجه مع حبيبة القلب وأحبطه ولما أرادت إنهاء العلاقة ساوره شك في سلوكها وأنها على علاقة مع آخر وراح يسبّها ويشتمها ويطعنها في شرفها أمام مسامع الجميع ثم جرّدها من هاتفها النقال، بغية تبين الأمر إن كانت تخونه أم لا، وبعد أن احتفظ بالهاتف لمدة 4أيام أعاده لها بواسطة شقيقتها، غير أن الضحية تقدمت من مصالح الأمن وأودعت شكوى ضده، ليتم إلقاء القبض عليه وإحالته على محكمة حسين داي، حيث تمت متابعته بجنحة السرقة، واعترف العاشق الولهان بدموع الحسرة والألم وبقلب مجروح أن الحب هو ذنبه الوحيد ودافعه لذلك وأنه اليوم يدفع ثمن حبه للفتاة وإخلاصه لعشقه الأول.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق