السبت، 18 فيفري 2012

أسعار الخضر تستنزف جيوب المواطنين

ألهبت العاصفة الثلجية أسعار الخضر واللحوم بكل أنواعها، وبلغت أرقاما قياسية، جعلت المواطن يهجر الأسواق ويمتنع عنها، ويصوم عن الخضر ويكتفي بالعجائن ملاذا للاحتماء من لهب الأسعار، حيث شهدت الخضر الموسمية ارتفاعا جنونيا جعل أسعار البطاطا تقفز الى 70 دينارا واللفت والجزر تجاوزت عتبة الـ80 دينار، أما الكوسة والجلبانة والقرنون فأصبحوا في خانة من استطاع إليهم سبيلا.

وفي جولة استطلاعية قادتنا إلى السوق المغطاة بحسين داي بالعاصمة، التمسنا عزوفا وسط المستهلكين على الخضروات، وبقيت القلة القليلة تبتاع بالكيلوغرام الواحد فقط أو الرطل من الخضار التي هم بحاجة ماسة إليها، نظرا للغلاء الفاحش للأسعار، وتدني القدرة الشرائية لغالبية   المواطنين، وسألت "الشروق" الباعة بالتجزئة عن سر عزوف المواطنين وعودة الأسعار للارتفاع مجددا، واعترف أغلبهم أن هناك إقبالا محتشما على الاستهلاك بسبب الغلاء الفاحش.
عبر أحد الباعة يدعى "جمال" عن قلقه من تراجع نسبة المبيعات، ونقص السلع بسبب تهاطل الثلوج، وأضاف "يفترض أنني وسط صناديق الخضار فوق الطاولة، وليس في الأرضية أبيع كيلوغراما واحدا من البصل، هذا بريكولاج".
أما "عادل" فأرجع التهاب الأسعار الى سوق الجملة، وصور تجار التجزئة بالضحايا، قائلا "مشكل الاختيار لدى المواطن يجعلنا أمام رمي العديد من الخضروات، وبسببه نخسر كثيرا"، واستدل محدثنا بحوالي 5 كيلوغرام من الطماطم كانت على الهامش الحبة الواحدة منها تزن قرابة كيلوغرام واحد وهو يبيعها 70 دينارا، وقال "لكن تجار الجملة يرفضون نزع أية حبة وإلا يلغون البيع كليا".
 أسعار الفواكه بقيت ثابتة باستثناء البرتقال التي تراجعت نوعا ما بسبب تخوف أصحاب الحقول من فساد المنتوج نظرا لكثرة تهاطل الأمطار وكثافة الثلوج التي ألحقت أضرارا بقشرة البرتقال.
وقال الجزار "عمار" أن سعر الدجاج لديه 300 دينار للكيلوغرام والأسبوع الماضي كانت في حدود 320 دينار، ووصل إلى 380 دينار قبل سقوط الثلوج، وعليه أرجع المتحدث تراجع سعر الدجاج إلى موجة البرد، وأزمة الغاز ما دفع مربي الدجاج للتخلص من حصص الدجاج خوفا من نفوقها بالكامل.  حسب صحيفة " الشروق"
أما زميله لخضر فقال إن السعر حاليا يصل حتى 340 دينار للكلغ، ووصل 400 دينار قبل أسبوعين، معتبرا أن غلق الطرقات وتضاعف مصاريف التغذية على مربي الدواجن دفعهم للتخلص منها قبل تضاعف الخسارة، فيما قال زميلهم الآخر "عمراني سمير" أن البيع تراجع حتى ونحن في نهاية الأسبوع، وطرح مشكل غياب النظافة بالسوق، وقال "علواش" بائع اللحوم الحمراء أن سعر لحم البقر 900 دينار والخروف 1200 دينار، معيدا الغلاء الفاحش إلى تهريب الخروف باتجاه ليبيا وتونس.

اتحاد التجار يطالب بمراجعة السياسة الاقتصادية ويكشف:
أسعار الخضر ستواصل ارتفاعها لتصل نسبة 50 بالمائة
أكد الاتحاد العام للتجار والحرفيين أن الاضطرابات الجوية رفعت أسعار الخضروات، بنسبة فاقت 30 بالمائة، وتخوف من بلوغ زيادة بـ50 بالمائة إذا عادت الاضطرابات.
وقال محمد الطاهر بولنوار، مسؤول الإعلام باتحاد التجار للشروق "ارتفاع الأسعار مرده إلى أن الممول الوحيد بالخضار هي البيوت البلاستيكية، خاصة ولايتي بسكرة والوادي وهذا لا يكفي"، مضيفا "والأمر الثاني هو نقص وسوء توزيع غرف الحفظ والتبريد"، وقال المتحدث أنهم حذروا سابقا، من هامش الربح بين الأسعار في الجملة والتجزئة، موضحا أن المقاييس التجارية تعتبر الفارق الكبير ودليل على أن سوق التجزئة غير قادر على استيعاب كميات سوق الجملة، وأضاف "وهذا راجع لغياب الأسواق الجوارية والنقص الكبير في محلات التجزئة".
واتهم المتحدث الحكومة وخاصة رؤساء بلديات العجز عن تحقيق برنامج الرئيس، والقاضي بتوفير أكثر من 30 سوق جملة و800 سوق تجزئة و1000 سوق جوارية، وهو مشروع أدرج في المخطط الخماسي 2009 - 2014 لرئيس الجمهورية، وتسمى الشبكة الوطنية للتوزيع.
واعتبر بولنوار أن الاضطرابات الجوية كشفت الخلل في التوزيع والتموين، وقال "المفروض في سنة 2014 تنجز نهائيا المحلات، ونحن في 2012 واغلب البلديات لم تحدد بعد حتى المساحات التي تقام عليها هذه الأسواق معناه نتخوف من وصول 2014 وذات المشروع لن يتحقق ومع الانتخابات التشريعية ثم المحلية لن يتحقق المشروع".
وطالب بولنوار بمراجعة السياسة الاقتصادية وطي ملف السوق السوداء، وتوقع المتحدث عدم انخفاض أسعار الخضار، في نهاية مارس إلى بداية أفريل، قبل وصول المنتوج الجديد لمنطقة الساحل، والذي يساهم في خفض الأسعار، وتخوف محدثنا أن تفوق قيمة استيراد المواد الغذائية، سنة 2012، في الجزائر 14 مليار دولار مقارنة بـ9 ملايير دولار سنة 2011، وقال "توقعنا تجاوز 12 مليار دولار سنة 2012 ، لكن الأزمة الأوروبية تسببت في ارتفاع أسعار المواد الغذائية.

قائمة الأسعار:
البطاطا: من 70 إلى 80 دينارا
الجلبانة:  140 إلى 180 دينار
الفول:  90 إلى 100 دينار
اللفت:  60 إلى 90 دينارا
القرعة:  150 دينار
القرنون:  120 إلى 140
الطماطم:  70 إلى 100 دنيار
الجزر:  80 دينارا
الطرشي:  150 دينارا
الحار:  180 دينار
الخيار:  120 دينار
البصل:  50 الى 60 دينارا
البطراف: 60 دينارا
الخرشف:  80 دينارا
الباذنجان: 100 إلى 110 دينار
الثوم:  500 دينار (المحلي) و200 دينار (المستورد)
السلاطة:  100 إلى 110 دينار
الفاصولياء:  320 دينار
الشفلور:  90 دينارا
البسباس:  80 دينارا
الليمون :  80 دينارا
الكرنب:  90 دينارا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق