بقلم: جمال الدين حريز
سمعت أشياء عن أشخاص تبنتهم قيادات أحزاب جزائرية توصف بالكبرى، لترشيحهم في صدارة القوائم التي ستدخل بها معركة الانتخابات التشريعية المُزمع إجراؤها في شهر ماي القادم.
الذين سمعت منهم تلك الأشياء، أصدقاء أثق بمعلوماتهم لأنهم كانوا من بين أعز المصادر التي تعاملت معها في مشواري الصحفي منذ نهاية ثمانينات القرن الماضي.
الأشياء التي سمعتها عن من تم تبنّي ترشيحه من طرف من و مقابل ماذا، لم تصدمني، بل عزّزت اقتناعي بصحة فكرة ضلّت تتخمّر في ذهني و أضنّها نضجت الآن. فكرة قد تنفع الرئيس الذي سيحكم الجزائر بعد بوتفليقة.
الفكرة تقول: ماذا لو نخلّص الجزائر من البرلمان.. ننسفه نهائيا.. إلى الأبد .. لا غرفة سفلى و لا عليا و لا هم يحزنون ؟! قد يتساءل البعض: و من يُشرّع لنا في هذه الحالة ؟ أقول: الرئيس ! فليبقى الرئيس يلعب وحده في الميدان.. يُشرّع بالمراسيم و أخواتها و بنات عمّاتها و خالاتها و كفى الجزائريين شرّ تبذير مئات المليارات من أجل الرّيح.. ماذا تقولون.. " واش رايكم يا الخاوة" ؟
لا شك أن هناك من يقول بأن الرئيس قد يكون أول من فكر في هذه الفكرة و لكنه لا يستطيع أن يطبقها على أرض الواقع لأن المجتمع الدولي سيضحك عليه و على دولته و سيقول أن الجزائر دولة موز république bananière مثلا! أنا أقول بأن إزالة البرلمان من الكيان الرسمي الجزائري ليس هو الذي سيُضحك الآخرين عنا لأنهم ضحكوا و يضحكون عنا و عن كل شيء فينا و عندنا.. فغازنا يُضحك، و كهرباؤنا يُضحك، و هاتفنا يُضحك، و أنترنيتنا ( الإنترنيت) يُضحك، و طُرقاتنا تُضحك، و أرصفتنا تُضحك، و فنادقنا تُضحك، و مقاهينا تُضحك، و حاناتنا تُضحك، و مطاعمنا تُضحك، و فنادقنا تُضحك، و مدارسنا و جامعاتنا تُضحك، و تلفزيوننا يُضحك، و إذاعتنا تُضحك، و صحافتنا تُضحك، و مهرجاناتنا تُضحك... و برلماننا يُضحك طبعا. فليضحكوا عنا مرة أخرى، عندما نشطب البرلمان. " واش تقولوا يا الخاوة" ؟
قد يقول أحدنا: نعم.. هي الفكرة مُش بطّالة يعني.. و لكن.. و لكن.. و لكن ماذا ؟ و لكن، الرئيس يخشى أن يقول عنه الآخرون بأنه دكتاتوري يقود نظاما لا صوت فيه للشعب.
بسيطة.. والله بسيطة.. أليست الجزائر واحدة من الدول التي تقول أن الشعب هو مصدر السلطة؟ جيّد.. فليعد الرئيس إلى الشعب، و يسأله عن طريق استفتاء عام يراقبه من يريد من ملائكة و شياطين الكوكب. السؤال يقول: يا شُعب.. هل أنت بحاجة إلى نواب برلمانيين ؟ " نعم" أو " لا". و كفى .. et c'est tout !
كيف تتوقعون نتيجة الاستفتاء يا جماعة الخير ؟
ما أنا واثق منه مبدئيا هو أنني شخصيا سأذهب للمشاركة في استفتاء مهم كهذا. لماذا ؟ لأنني ببساطة مطلقة مقتنع بأنني لست بحاجة لأن يمثلني شخص يدفع المليارات من أجل أن يتصدر قائمة المرشحين للنيابة البرلمانية في هذا الدّوار أو ذاك، و أن شخصا من هذه الطينة سيظل يرفع يديه و رجليه للمصادقة على نصوص هي في الأصل من تأليف الرئيس. السلام عليكم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق