الجمعة، 27 جانفي 2012

جثث‭ ‬وأشلاء‭ ‬في‭ ‬المزابل‭ ‬لتغطية‭ ‬الجريمة‭ ‬ولملمة‭ ‬الفضيحة

هي شهادات لعمال "ناتكوم" المرابطين في المفرغات العمومية، حرموا من النوم لأشهر طويلة بعدما علقت في ذاكرتهم صورا متراكمة لجثث رضع وبقايا أشلاء أطفال ونساء عوضوا القمامة في أكياس سوداء كانت تتستر على أبشع أنواع الجرائم، التي يبقى الشاهد عليها أعوان النظافة الذين أصروا على سرد ما عايشوه من أحداث مؤلمة للشروق بعدما تحولت المفرغات إلى مقابر جماعية لإخفاء أثار القتل والتنكيل.

قررنا الخوض في هذا الموضوع بناء على معلومات مؤكدة من مصادر موثوقة كشفت أن عددا من جثث الرضع تم العثور عليها في مفرغتي واد السمار وولاد فايت، فاتصلنا مباشرة بمصالح الحماية المدنية والأمن الوطني الذين لم يدلوا بأي معلومات رسمية في هذا الإطار، فقصدنا مباشرة المديرية العامة لمؤسسة "ناتكوم" وتحدثنا إلى العديد من أعوان النظافة وسائقي الشاحنات الذين تحدثوا بحرقة وألم عن عدد معتبرمن حوادث العثور عن جثث الرضع والأطفال والنساء في أكياس وشاحنات القمامة، ومن بين هؤلاء السيد عبد الكريم بن بريكة عامل بمؤسسة "ناتكوم" مكلف بمراقبة وتنظيم مفرغة واد السمار، والذي كان شاهدا على انتشال ثماني جثث لرضع وأطفال كانوا وسط ركام القمامة أصغرهم عمره 24 ساعة وأكبرهم 15 سنة حسب ما نقلته صحيفة " الشروق" الجزائرية.
وعن ما عايشه يقول "قدر لي أن أكون شاهدا على ثماني جثث تم دفنها والتنكيل بها وسط القمامة، لكن شاء المولى تعالى أن تكتشف هذه الجثث لتكون شاهدة على حجم الإجرام وموت الضمير للكثير من الجزائريين الذين حولوا المفرغات العمومية إلى مقابر جماعية، وفي هذا المقام أقول أن الجثث التي لم نعثر عليها والتي هي الآن مدفونة في أعماق النفايات هي أكثر من التي وجدناها، والأمر يتعلق بثماني رضع وأطفال سنهم على التوالي، 24 ساعة، يومان، ثلاثة أشهر، خمسة أشهر، ستة أشهر، ثمانية أشهر، خمس عشرة سنة، وهناك أطفال لم نتمكن من تحديد سنهم لتشوه صورتهم.."وأضاف أن معظم الجثث يتم العثور عليها من طرف المشردين الذين يعملون في مجال تنقيب الزبالة والذين بدورهم يخبرون أعوان النظافة الذين يتصلون مباشرة بمصالح الدرك الوطني، ومن جهته أطلعنا الأمين العام لنقابة "نتكوم" السيد عمار عن عدد لايستهان به من التقارير الواردة إلى مديرية "ناتكوم" تخبر عن العثور عن جثث في المفرغات العمومية، مؤكدا أن محاشر القمامة على مستوى الأحياء عادة ما تسجل نسبة أعلى وما نشرته الجرائد مؤخرا حول جثث أطفال عبثت بهم القطط والكلاب خير دليا، وبين أن الجثث المعثور عليها ليست للأطفال، فقد كان شاهدا على اكتشاف جثة امرأة في احد أحياء العاصمة كانت داخل كيس بلاستيكي، وهذا ما يبين انتشارا مخيفا لظاهرة رمي الجثث في محاشر القمامة بهدف التخلص السريع من أثار الجريمة.

أشلاء بشرية في متناول القطط والكلاب
من جهتهم كشف سائقو شاحنات "ناتكوم" أن القطط والكلاب هي المرشد الأكبر للجثث المرمية في القمامة، وفي هذا الإطار أكد عمي العربي أنه شاهد بعض الدماء المتسربة من كيس بلاستيكي في نواحي منطقة سطاوالي، فظن انه نابع عن بقايا أمعاء خروف، لكنه تفاجأ بسقوط يد بشرية لعجوز فأغمي عليه مباشرة، وبعد استفاقته وجد نفسه ملقى في كرسي شاحنته، ليخبره صديقه أن الكيس كان بداخله جثة مقطعة لعجوز نبشتها الكلاب وعافت أكلها، ليتسرب الدم من الكيس، حادثة أخرى رواها الشاب "م. ح" عون نظافة كان يكنس الأرض، وإذا به يرى كلابا تتجمع على كيس بلاستيكي وتنبح فذهب مسرعا ليكتشف أن الكلاب كانت تنهش رأس رضيع لم يتجاوز الأسبوع من عمره، وفي قصة غريبة أكد السيد "لخضر. ح" سائق شاحنة ناتكوم أنه وجد في مفرغة أولاد فايت كيسا بلاستيكيا مملوءا "بالسباكيتي" لما سقط على الأرض تمزق وخرج منه كتلة من اللحم تبين أنها لجنين، ومن جهته عثر سائق شاحنة آخر على جثة جنينين في إحدى المزابل القريبة من عيادة خاصة معروفة بالعاصمة، اتصل مباشرة بالأمن ليتبين بعد التحقيق أن مصدر الجثتين هي عملية إجهاض قامت بها العيادة.

جرائم الأكياس السوداء أكثر قضايا الجنايات في المحاكم
أكدت مصادر مطلعة أن أغلب قضايا الجنايات بمجلس قضاء الجزائر تتعلق بجرائم الأكياس السوداء التي كانت تتستر على أبشع أنواع القتل والتنكيل، ومن بين هذه القضايا قضية المرأة التي قتلت زوجها وقطعته ووضعته داخل كيس بلاستيكي بالتواطؤ مع صديقتها وصلت عقوبتهما إلى الإعدام، وفي قضية أخرى شهدتها منطقة عين البنيان لامرأة وجدت مقتولة ومقطعة بمفرغة ولاد فايت، تبين أن أصدقاءها من قاموا بالجريمة بعدم غابت الضحية عن البيت لأكثر من ثلاثة أيام، وفي حادثة أخرى عالجت المحكمة قضية امرأة قتلت رضيعها وألقته في كيس بلاستيكي لتتهرب من العار والفضيحة ليتم فضحها من طرف عون النظافة الذي أخبر عنها بعدما لاحظ ارتباكها.

فراغ قانوني شجع على ظاهرة رمي الأجنة والرضع
أكد الأستاذ مصطفى قاسمي أن الجزائر تعرف فراغا قانونيا فيما يتعلق بدفن الأجنة والرضع غير المسجلين، فالمقابر ترفض دفن أي جثة لم يتم تسجيلها وتسميتها، وهذا ما لا يتوفر عند الأجنة عقب عمليات الإجهاض والرضع غير الشرعيين، مما يدفع ببعض العيادات الخاصة التي تحترف عمليات الإجهاض برمي الرضع بدل حرقهم أو دفنهم، وطالب المتحدث بضرورة سن قوانين جديدة تساعد دفن الأجنة والرضع غير مصرح بهم، من طرف أوليائهم الذين تنكروا من المسؤولية.

أرقام الدرك الوطني
أفادت مصادر من الدرك الوطني أن هذه الأخيرة انتشلت 32 رضيعا من المفارغ العمومية والمزابل خلال سنة 2011، وجاءت ولاية وهران في مقدمة الولايات التي عثر فيها على رضع تم التخلي عنهم، حيث سجلت 5 حالات فيما سجلت البليدة 3 حالات وتبسة 3 حالات والجزائر العاصمة 3 حالات و سجلت 3 حالات بتيارت التي تم فيها القبض على امرأتين وأودعتا الحبس.
أما باقي الولايات فقد سجلت حالاتان بالمدية وحالة واحدة بعين الدفلى وحالتان بالشلف ونفس الأمر بالنسبة لغليزان.
وسجلت ذات المصالح حالة واحدة في كل من الجلفة، بومرداس، أدرار، تلمسان، تيزي وزو، سطيف، ڤالمة، مستغانم، سيدي بلعباس و غرداية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق