بيّنت المخلفات التي سببها سوء الأحوال الجوية، طيلة الأسبوعين المنصرمين، هشاشة المنظومة الاقتصادية في بلادنا وعجز السلطات العمومية عن مواجهة الظروف الصعبة بالوتيرة التي يتمناها المواطنون، حيث ظلت العديد من المناطق دون كهرباء لأزيد من أسبوع، كما عانى المواطنون من ندرة حادة في غاز البوتان في مناطق ماتزال فيها التغطية بالغاز الطبيعي تتطلب الكثير من العمل، وهي الندرة التي أرجعت المواطنين إلى الحلول البدائية والاستنجاد بالحطب لمقاومة موجة البرد التي لا تزال تخيم على الولايات المتضررة إلى اليوم حسب التفاصيل التي أفاضت فيها صحيفة " الخبر".
طوابير ليلية للظفر بقارورة غاز والأمن يحقق في تيبازة
أزمة غاز البوتان تنعش سوق المضاربة وأجهزة التدفئة
أزمة غاز البوتان تنعش سوق المضاربة وأجهزة التدفئة
تواصلت، أمس، أزمة التزود بقارورات غاز البوتان بولاية تيبازة، وسط ضغط كبير على وحدات نفطال بكل من الوحدة الرئيسية للتعبئة والتوزيع بحجوط ووحدتي تيبازة والقليعة، فيما تحقق مصالح الأمن في اختفاء مالا يقل عن 492 قارورة غاز في ظروف غامضة وسط الفوضى التي يفتعلها المضاربون للاستيلاء على القارورات وبيعها بأسعار باتت خيالية.
ومع استمرار الأزمة وجد العديد من المواطنين ممن فشلت كل محاولاتهم في الظفر بقارورة غاز أنفسهم مجبرين عن طلب توفيرها لدى معارفهم، في وقت سطرت المصالح الولائية برنامجا لتوزيع شحنات الغاز انطلاقا من وحدة التعبئة الرئيسية بحجوط وفق سياسة مخصصة للدوائر، بهدف التقليل من الأزمة وفك الضغط على وحدات نفطال التي باتت تعمل بنظام الدوام الثالث.
ورغم انقضاء الأسبوع الثاني من الأزمة في التزود بقارورات الغاز وتوفير مؤسسة نفطال لشحنات الغاز على مستوى وحداتها، إلا أن الطوابير الليلية تستهلك الكمية الموزعة صباحا والمقدرة بـ3 شاحنات على مستوى وحدة تيبازة، إذ يقضي الباحثون عن غاز البوتان لياليهم في انتظار وصول المادة في الصبيحة، ويجد المضاربون ملاذا لتحقيق الربح السريع وسط الطلب المتزايد على المادة.
وعاد، أمس، المواطنون الذين اصطفوا نهارا في طابور بحثا عن المادة، خاليي الوفاض كالعديد من المرات، بعد إبلاغهم بأن الكمية المخصصة للوحدة قد نفدت في الصبيحة، ما يبقي في كل مرة المواطن في رحلة طويلة للبحث عن قارورة الغاز، حتى وإن استدعى الأمر شراءها من ''سوق المضاربين'' بأسعار خيالية. وتواصل مصالح الأمن تحقيقاتها في اختفاء 300 قارورة غاز من وحدة التعبئة الرئيسة بحجوط، و65 قارورة من وحدة القليعة و127 قارورة من وحدة تيبازة.
موجة الثلوج تخلف حصيلة ثقيلة بتيزي وزو
10 قتلى وخسائر في الممتلكات و 600 مدرسة لم تستأنف بها الدراسة
بعد أسبوعين لا تزال مناطق بولاية تيزي وزو معزولة بفعل كثافة الثلوج التي يقول كبار السن إنهم لم يعيشوها منذ ما يزيد عن نصف قرن، وخلف غضب الطبيعة، هذه المرة، 10 ضحايا وأزيد من 250 جريح، كما تسببت الثلوج في انهيار منازل ومؤسسات تربوية وإتلاف محاصيل زراعية وأشجار الزيتون التي تعتبر إحدى الثروات التي تعرف بها المنطقة. وبينت هذه الموجة الشبيهة بالمحنة هشاشة المنظومة الاقتصادية في بلادنا وعجز السلطات العمومية عن مواجهة الظروف الصعبة بالوتيرة التي يتمناها المواطنون، حيث ظلت العديد من المناطق دون كهرباء لأزيد من أسبوع، على غرار قرى ببلديات تميزار وأغريب وأزفون، كما عانى المواطنون من ندرة حادة في غاز البوتان في منطقة لا تزال فيها التغطية بالغاز الطبيعي تتطلب الكثير من العمل، وهي الندرة التي أرجعت المواطنين إلى الحلول البدائية والاستنجاد بالحطب لمقاومة موجة البرد التي لا تزال تخيم على الولاية إلى اليوم.
وأثرت هذه الوضعية على المسار الدراسي لتلاميذ الولاية، حيث لا تزال أزيد من 600 مؤسسة تربوية لم تستأنف بها الدراسة بعد، ولن تكون غدا في العديد منها.
وأمام عجز السلطات العمومية عن الاستجابة بشكل سريع لطلبات السكان المعزولين، ظهرت موجة من التضامن ونداءات المساعدة أبرزها تلك التي وجهها والي تيزي وزو للسلطات المركزية التي سارعت إلى تزويد الولاية بغاز البوتان بشاحنات انطلقت من مختلف ولايات الوطن شرقا وغربا، كما مدت وزارة التضامن سكان الولاية بعد أسبوعين من تساقط الثلوج بمواد غذائية تم توزيعها على المتضررين، مثلما ساهم كل من الاتحاد العام للعمال الجزائريين والهلال الأحمر الجزائري وجمعيات خيرية ومواطنين عاديين في جمع تبرعات وإرسالها للمتضررين في مختلف البلديات.
ويبقى عدد معتبر من بلديات الولاية، للأسبوع الثالث على التوالي، تحت حصار الثلوج على غرار بلدية إعكوران التي لم تصلها كاسحات الثلوج إلا قبل يومين دون الحديث عن مناطق أكثر تضررا مثل بلديات إفرحونان، إللتن، عين الحمّام، بوزقان، إيلولة أومالو التي عانى سكانها أكثر ولا يزالون، حيث تستمر إلى غاية مساء أمس حملات التبرع لإغاثة المتضررين في قرى معزولة.
تضارب بين الأرقام الرسمية ونداءات المتضررين
بلديات منكوبة في سطيف تشتكي عدم وصول المساعدات طيلة 10 أيام
كشفت أزمة الأحوال الجوية الأخيرة بولاية سطيف، عن هشاشة كبيرة لمخططات الطوارئ التي تتبناها مختلف الهيئات الرسمية كل سنة، فمع تضارب الأنباء حول وصول المساعدات إلى مختلف قرى ومداشر الولاية، خاصة ما تعلق منها بغاز البوتان والمعونات الغذائية الأساسية مع تشكل طوابير طويلة للحصول على قارورات الغاز والخبز، يتلقى مكتب ''الخبر'' الكثير من المكالمات الهاتفية من بلديات آيت نوال مزادة وبوعنداس، واد البارد وفنزات، تؤكد عدم تلقيها أيّا من هذه المساعدات.
ومع تحسن الأحوال الجوية في اليومين الأخيرين، يتوعد الكثير من سكان هذه المناطق بتنظيم احتجاجات للمطالبة بتحسين الأوضاع في تلك المناطق، خاصة إيصال الغاز الطبيعي وفتح مسالك واسعة لضمان عدم وقوع نفس الكوارث مستقبلا، على غرار مواطني منطقتي ملول وشليح، الذين أقدموا، نهاية الأسبوع، على غلق مقر بلدية ماوكلان الواقعة أقصى الشمال، بواسطة السلاسل الحديدية، ومنع الدخول والخروج منها بسبب تأخر الجهات الوصية في عملية فتح الطرقات وإزاحة الثلوج المتراكمة عبر مسالكهم لمدة 10 أيام كاملة، وهي الفترة التي واجه فيها المحتجون الأمرّين، خاصة وأن مستوى الثلوج بلغ 3 أمتار.
من جهة أخرى تتواصل قوافل المساعدات في اتجاه المناطق المتضررة، حيث انطلقت، أمس، قافلة نحو مناطق معاوية، بني عزيز وعين السبت متكونة من 15 شاحنة و20 سيارة وأكثر من ألف شاب متطوع في صفوف ''منظمة شمس'' التابعة لحركة ''حمس''، وهي القافلة التاسعة منذ بداية الأزمة، على غرار وصول 1500 طرد من الحجم الكبير إلى مناطق بوعنداس وبابور من طرف مديرية الضمان الاجتماعي بسطيف، هذه الأخيرة التي وصل إليها شباب متطوعون من ولايات سوق أهراس، فالمة، سيدي بلعباس وغيرها، في خطوة لمنح عملية التضامن طابعا وطنيا، زيادة على قوافل أخرى من طرف مصالح الولاية والحماية المدنية والهلال الأحمر الجزائري وجمعيات نشطة مثل ''ناس الخير'' وجمعية الإرشاد والإصلاح.
ستة طرق في 4 ولايات مازالت مقطوعة بسبب الثلوج
مازالت عدة طرق مقطوعة أمام حركة المرور في كل من ولايات تيزي وزو وتيبازة والشلف والبويرة وجيجل، إلى غاية الساعة الثامنة من صبيحة أمس، بسبب الثلوج الناتجة عن الاضطرابات الجوية الأخيرة، رغم جهود كل من وحدات الجيش الوطني الشعبي، والدرك والشرطة في فك الحصار عن المواطنين خاصة في المداشر والقرى.
وحسب بيان للقيادة العامة للدرك الوطني، فلا تزال ست طرق ولائية مقطوعة خاصة على مستوى ولاية تيزي وزو، حيث تسببت الثلوج في قطع الطريق الوطني رقم 15 الرابط بين تيزي وزو والبويرة بعنق تيروردة ببلدية إيفرحونن وببلدية الأربعاء ناث إيراثن.
الوضعية نفسها يعرفها الطريق الوطني رقم 30 في البويرة بالمكان المسمى تيزي نوكلال ببلدية إيبودرارن، بينما تبقى أربعة طرق ولائية مقطوعة على غرار الطريق الولائي رقم 9 الرابط بين تيزي وزو وبجاية، على مستوى المكان المسمى شلاتة ببلدية دلولة أومالو.
كما أن حركة المرور مازالت مشلولة على مستوى أربعة طرق وطنية بولاية البويرة، حيث تحاصر الثلوج الطريق الوطني رقم 15 الرابط بين البويرة وتيزي وزو، على مستوى تيروردة ببلدية أغبالو، والطريق الوطني رقم 33 الرباط بين بلدية عيزر وتيكجدة على مستوى قرية عين العوان.
وفي ولاية جيجل لا يزال طريقان ولائيان مقطوعين أمام حركة المرور، ويتعلق الأمر بالطريق الولائي رقم 137 بين بلديات سلمى بن زيادة وإيراغان سوسي، والطريق الولائي رقم 41 الرابط بين سيدي معروف وأولاد رابح، بأعالي قرية مشتة بومساود ببلدية أولاد رابح.
وبولايتي تيبازة والشلف لا تزال الثلوج تحاصر طريقين ولائيين، وهما الطريق رقم 54 الرابط بين دوار تازرورت وبني ملوك، والطريق الرابط بين بني حواء وزبودية.
الولاية مصنفة ثانيا في المساعدات بعد سطيف
عائلات في خنشلة تعاني نقص المؤونة وتتهم الإدارة بالتقاعس
اتهمت عائلات بأربع بلديات بالمناطق النائية بولاية خنشلة السلطات بالتقاعس أمام مشكل عدم تموينها بالمواد الغذائية الخاصة بمديرية النشاط الاجتماعي، التي يؤكد مسؤولوها أنهم وزعوا 1200 حصة على العائلات التي تطالب بالتحقيق فيها لأنها لم تصلها، في الوقت الذي ترجع مصالح النشاط الاجتماعي ذلك إلى صعوبة إحصاء العائلات المنكوبة.
وأكد ممثلون عن عائلات من بلديات طامزة وبوحمامة وشلية ويابوس والولجة، في اتصال بـ''الخبر''، أنها ظلت ولخمسة أيام معزولة، ولم تتمكن من اقتناء مواد غذائية ضرورية، وغاز البوتان، وحاولت توجيه النجدة، إلا أن صرختها لم تبلغ آذان السلطات.
يحدث ذلك في الوقت الذي كشف فيه المدير الولائي للتضامن والنشاط الاجتماعي بولاية خنشلة، خلال ندوة صحفية، أن الولاية استفادت من 1200 حصة من المواد الغذائية الأساسية، خصصتها الوزارة الوصية للولايات المتضررة منها ولاية خنشلة، وتم توزيعها على عائلات بحيي ديغول والنور بعاصمة الولاية، مؤكدا أن مديريته راسلت الوزارة الوصية وطلبت مساعدات إضافية للولاية أمام حجم الضرر الذي مس عائلات عديدة عبر البلديات، خاصة النائية منها.
وفيما يخص اتهامات العائلات المنكوبة بعدم وصول المساعدات، أرجع السبب في ذلك إلى صعوبة الوصول إلى تلك العائلات، وعدم فتح الطرق نحوها، والأعطاب التي مست المركبات. وصنف المتحدث الولاية في المرتبة الثانية بعد ولاية سطيف من حيث المساعدات التي تلقتها.
الديوان الوطني للأرصاد الجوية يصفها بـ''العادية''
اضطراب مصحوب بأمطار وثلوج بالمناطق الشرقية والوسطى
قلل الديوان الوطني للأرصاد الجوية من مخاوف المواطنين بشأن عودة الاضطرابات الجوية المرتقبة مساء الغد الأحد، بالتأكيد على أنها تغيرات جوية عادية ستكون مصحوبة بأمطار تكون أحيانا غزيرة ورعدية، مع تساقط للثلوج عبر المناطق التي يزيد علوها عن 1100 متر، على أن يعود الصحو لمختلف المناطق بداية من مساء الثلاثاء. وصرح رئيس قسم التنبؤات الجوية بالديوان، محمد عقاقنة، لـ''الخبر'' أن التغيرات الجوية انطلقت أمس عبر المناطق الصحراوية وستستمر اليوم بتسجيل تساقط أمطار رعدية، على أن يمتد الاضطراب إلى المناطق الوسطى والشرقية بداية من مساء غد الأحد، أين ستسجل هذه المناطق تساقط كميات معتبرة من الأمطار ستتخللها فترات من الصحو إلى غاية يوم الثلاثاء، أين سيعود فيها الصحو إلى المناطق الوسطى، على أن يستقر الجو بالمناطق الشرقية مساء نفس اليوم. وذكر ذات المسؤول أن التغيرات المرتقب حدوثها تدخل في إطار النشاط العادي، كون مصدر التغير، هذه المرة، هو المناطق الغربية من أوروبا، وبالضبط من إنجلترا، وعادة ما تكون الاضطرابات القادمة من هذه المنطقة عابرة وثلوجها تتلاشى بسرعة، عكس التيار القادم من أوروبا الشرقية وبالضبط من سيبيريا الروسية.
ومع استمرار الأزمة وجد العديد من المواطنين ممن فشلت كل محاولاتهم في الظفر بقارورة غاز أنفسهم مجبرين عن طلب توفيرها لدى معارفهم، في وقت سطرت المصالح الولائية برنامجا لتوزيع شحنات الغاز انطلاقا من وحدة التعبئة الرئيسية بحجوط وفق سياسة مخصصة للدوائر، بهدف التقليل من الأزمة وفك الضغط على وحدات نفطال التي باتت تعمل بنظام الدوام الثالث.
ورغم انقضاء الأسبوع الثاني من الأزمة في التزود بقارورات الغاز وتوفير مؤسسة نفطال لشحنات الغاز على مستوى وحداتها، إلا أن الطوابير الليلية تستهلك الكمية الموزعة صباحا والمقدرة بـ3 شاحنات على مستوى وحدة تيبازة، إذ يقضي الباحثون عن غاز البوتان لياليهم في انتظار وصول المادة في الصبيحة، ويجد المضاربون ملاذا لتحقيق الربح السريع وسط الطلب المتزايد على المادة.
وعاد، أمس، المواطنون الذين اصطفوا نهارا في طابور بحثا عن المادة، خاليي الوفاض كالعديد من المرات، بعد إبلاغهم بأن الكمية المخصصة للوحدة قد نفدت في الصبيحة، ما يبقي في كل مرة المواطن في رحلة طويلة للبحث عن قارورة الغاز، حتى وإن استدعى الأمر شراءها من ''سوق المضاربين'' بأسعار خيالية. وتواصل مصالح الأمن تحقيقاتها في اختفاء 300 قارورة غاز من وحدة التعبئة الرئيسة بحجوط، و65 قارورة من وحدة القليعة و127 قارورة من وحدة تيبازة.
موجة الثلوج تخلف حصيلة ثقيلة بتيزي وزو
10 قتلى وخسائر في الممتلكات و 600 مدرسة لم تستأنف بها الدراسة
بعد أسبوعين لا تزال مناطق بولاية تيزي وزو معزولة بفعل كثافة الثلوج التي يقول كبار السن إنهم لم يعيشوها منذ ما يزيد عن نصف قرن، وخلف غضب الطبيعة، هذه المرة، 10 ضحايا وأزيد من 250 جريح، كما تسببت الثلوج في انهيار منازل ومؤسسات تربوية وإتلاف محاصيل زراعية وأشجار الزيتون التي تعتبر إحدى الثروات التي تعرف بها المنطقة. وبينت هذه الموجة الشبيهة بالمحنة هشاشة المنظومة الاقتصادية في بلادنا وعجز السلطات العمومية عن مواجهة الظروف الصعبة بالوتيرة التي يتمناها المواطنون، حيث ظلت العديد من المناطق دون كهرباء لأزيد من أسبوع، على غرار قرى ببلديات تميزار وأغريب وأزفون، كما عانى المواطنون من ندرة حادة في غاز البوتان في منطقة لا تزال فيها التغطية بالغاز الطبيعي تتطلب الكثير من العمل، وهي الندرة التي أرجعت المواطنين إلى الحلول البدائية والاستنجاد بالحطب لمقاومة موجة البرد التي لا تزال تخيم على الولاية إلى اليوم.
وأثرت هذه الوضعية على المسار الدراسي لتلاميذ الولاية، حيث لا تزال أزيد من 600 مؤسسة تربوية لم تستأنف بها الدراسة بعد، ولن تكون غدا في العديد منها.
وأمام عجز السلطات العمومية عن الاستجابة بشكل سريع لطلبات السكان المعزولين، ظهرت موجة من التضامن ونداءات المساعدة أبرزها تلك التي وجهها والي تيزي وزو للسلطات المركزية التي سارعت إلى تزويد الولاية بغاز البوتان بشاحنات انطلقت من مختلف ولايات الوطن شرقا وغربا، كما مدت وزارة التضامن سكان الولاية بعد أسبوعين من تساقط الثلوج بمواد غذائية تم توزيعها على المتضررين، مثلما ساهم كل من الاتحاد العام للعمال الجزائريين والهلال الأحمر الجزائري وجمعيات خيرية ومواطنين عاديين في جمع تبرعات وإرسالها للمتضررين في مختلف البلديات.
ويبقى عدد معتبر من بلديات الولاية، للأسبوع الثالث على التوالي، تحت حصار الثلوج على غرار بلدية إعكوران التي لم تصلها كاسحات الثلوج إلا قبل يومين دون الحديث عن مناطق أكثر تضررا مثل بلديات إفرحونان، إللتن، عين الحمّام، بوزقان، إيلولة أومالو التي عانى سكانها أكثر ولا يزالون، حيث تستمر إلى غاية مساء أمس حملات التبرع لإغاثة المتضررين في قرى معزولة.
تضارب بين الأرقام الرسمية ونداءات المتضررين
بلديات منكوبة في سطيف تشتكي عدم وصول المساعدات طيلة 10 أيام
كشفت أزمة الأحوال الجوية الأخيرة بولاية سطيف، عن هشاشة كبيرة لمخططات الطوارئ التي تتبناها مختلف الهيئات الرسمية كل سنة، فمع تضارب الأنباء حول وصول المساعدات إلى مختلف قرى ومداشر الولاية، خاصة ما تعلق منها بغاز البوتان والمعونات الغذائية الأساسية مع تشكل طوابير طويلة للحصول على قارورات الغاز والخبز، يتلقى مكتب ''الخبر'' الكثير من المكالمات الهاتفية من بلديات آيت نوال مزادة وبوعنداس، واد البارد وفنزات، تؤكد عدم تلقيها أيّا من هذه المساعدات.
ومع تحسن الأحوال الجوية في اليومين الأخيرين، يتوعد الكثير من سكان هذه المناطق بتنظيم احتجاجات للمطالبة بتحسين الأوضاع في تلك المناطق، خاصة إيصال الغاز الطبيعي وفتح مسالك واسعة لضمان عدم وقوع نفس الكوارث مستقبلا، على غرار مواطني منطقتي ملول وشليح، الذين أقدموا، نهاية الأسبوع، على غلق مقر بلدية ماوكلان الواقعة أقصى الشمال، بواسطة السلاسل الحديدية، ومنع الدخول والخروج منها بسبب تأخر الجهات الوصية في عملية فتح الطرقات وإزاحة الثلوج المتراكمة عبر مسالكهم لمدة 10 أيام كاملة، وهي الفترة التي واجه فيها المحتجون الأمرّين، خاصة وأن مستوى الثلوج بلغ 3 أمتار.
من جهة أخرى تتواصل قوافل المساعدات في اتجاه المناطق المتضررة، حيث انطلقت، أمس، قافلة نحو مناطق معاوية، بني عزيز وعين السبت متكونة من 15 شاحنة و20 سيارة وأكثر من ألف شاب متطوع في صفوف ''منظمة شمس'' التابعة لحركة ''حمس''، وهي القافلة التاسعة منذ بداية الأزمة، على غرار وصول 1500 طرد من الحجم الكبير إلى مناطق بوعنداس وبابور من طرف مديرية الضمان الاجتماعي بسطيف، هذه الأخيرة التي وصل إليها شباب متطوعون من ولايات سوق أهراس، فالمة، سيدي بلعباس وغيرها، في خطوة لمنح عملية التضامن طابعا وطنيا، زيادة على قوافل أخرى من طرف مصالح الولاية والحماية المدنية والهلال الأحمر الجزائري وجمعيات نشطة مثل ''ناس الخير'' وجمعية الإرشاد والإصلاح.
ستة طرق في 4 ولايات مازالت مقطوعة بسبب الثلوج
مازالت عدة طرق مقطوعة أمام حركة المرور في كل من ولايات تيزي وزو وتيبازة والشلف والبويرة وجيجل، إلى غاية الساعة الثامنة من صبيحة أمس، بسبب الثلوج الناتجة عن الاضطرابات الجوية الأخيرة، رغم جهود كل من وحدات الجيش الوطني الشعبي، والدرك والشرطة في فك الحصار عن المواطنين خاصة في المداشر والقرى.
وحسب بيان للقيادة العامة للدرك الوطني، فلا تزال ست طرق ولائية مقطوعة خاصة على مستوى ولاية تيزي وزو، حيث تسببت الثلوج في قطع الطريق الوطني رقم 15 الرابط بين تيزي وزو والبويرة بعنق تيروردة ببلدية إيفرحونن وببلدية الأربعاء ناث إيراثن.
الوضعية نفسها يعرفها الطريق الوطني رقم 30 في البويرة بالمكان المسمى تيزي نوكلال ببلدية إيبودرارن، بينما تبقى أربعة طرق ولائية مقطوعة على غرار الطريق الولائي رقم 9 الرابط بين تيزي وزو وبجاية، على مستوى المكان المسمى شلاتة ببلدية دلولة أومالو.
كما أن حركة المرور مازالت مشلولة على مستوى أربعة طرق وطنية بولاية البويرة، حيث تحاصر الثلوج الطريق الوطني رقم 15 الرابط بين البويرة وتيزي وزو، على مستوى تيروردة ببلدية أغبالو، والطريق الوطني رقم 33 الرباط بين بلدية عيزر وتيكجدة على مستوى قرية عين العوان.
وفي ولاية جيجل لا يزال طريقان ولائيان مقطوعين أمام حركة المرور، ويتعلق الأمر بالطريق الولائي رقم 137 بين بلديات سلمى بن زيادة وإيراغان سوسي، والطريق الولائي رقم 41 الرابط بين سيدي معروف وأولاد رابح، بأعالي قرية مشتة بومساود ببلدية أولاد رابح.
وبولايتي تيبازة والشلف لا تزال الثلوج تحاصر طريقين ولائيين، وهما الطريق رقم 54 الرابط بين دوار تازرورت وبني ملوك، والطريق الرابط بين بني حواء وزبودية.
الولاية مصنفة ثانيا في المساعدات بعد سطيف
عائلات في خنشلة تعاني نقص المؤونة وتتهم الإدارة بالتقاعس
اتهمت عائلات بأربع بلديات بالمناطق النائية بولاية خنشلة السلطات بالتقاعس أمام مشكل عدم تموينها بالمواد الغذائية الخاصة بمديرية النشاط الاجتماعي، التي يؤكد مسؤولوها أنهم وزعوا 1200 حصة على العائلات التي تطالب بالتحقيق فيها لأنها لم تصلها، في الوقت الذي ترجع مصالح النشاط الاجتماعي ذلك إلى صعوبة إحصاء العائلات المنكوبة.
وأكد ممثلون عن عائلات من بلديات طامزة وبوحمامة وشلية ويابوس والولجة، في اتصال بـ''الخبر''، أنها ظلت ولخمسة أيام معزولة، ولم تتمكن من اقتناء مواد غذائية ضرورية، وغاز البوتان، وحاولت توجيه النجدة، إلا أن صرختها لم تبلغ آذان السلطات.
يحدث ذلك في الوقت الذي كشف فيه المدير الولائي للتضامن والنشاط الاجتماعي بولاية خنشلة، خلال ندوة صحفية، أن الولاية استفادت من 1200 حصة من المواد الغذائية الأساسية، خصصتها الوزارة الوصية للولايات المتضررة منها ولاية خنشلة، وتم توزيعها على عائلات بحيي ديغول والنور بعاصمة الولاية، مؤكدا أن مديريته راسلت الوزارة الوصية وطلبت مساعدات إضافية للولاية أمام حجم الضرر الذي مس عائلات عديدة عبر البلديات، خاصة النائية منها.
وفيما يخص اتهامات العائلات المنكوبة بعدم وصول المساعدات، أرجع السبب في ذلك إلى صعوبة الوصول إلى تلك العائلات، وعدم فتح الطرق نحوها، والأعطاب التي مست المركبات. وصنف المتحدث الولاية في المرتبة الثانية بعد ولاية سطيف من حيث المساعدات التي تلقتها.
الديوان الوطني للأرصاد الجوية يصفها بـ''العادية''
اضطراب مصحوب بأمطار وثلوج بالمناطق الشرقية والوسطى
قلل الديوان الوطني للأرصاد الجوية من مخاوف المواطنين بشأن عودة الاضطرابات الجوية المرتقبة مساء الغد الأحد، بالتأكيد على أنها تغيرات جوية عادية ستكون مصحوبة بأمطار تكون أحيانا غزيرة ورعدية، مع تساقط للثلوج عبر المناطق التي يزيد علوها عن 1100 متر، على أن يعود الصحو لمختلف المناطق بداية من مساء الثلاثاء. وصرح رئيس قسم التنبؤات الجوية بالديوان، محمد عقاقنة، لـ''الخبر'' أن التغيرات الجوية انطلقت أمس عبر المناطق الصحراوية وستستمر اليوم بتسجيل تساقط أمطار رعدية، على أن يمتد الاضطراب إلى المناطق الوسطى والشرقية بداية من مساء غد الأحد، أين ستسجل هذه المناطق تساقط كميات معتبرة من الأمطار ستتخللها فترات من الصحو إلى غاية يوم الثلاثاء، أين سيعود فيها الصحو إلى المناطق الوسطى، على أن يستقر الجو بالمناطق الشرقية مساء نفس اليوم. وذكر ذات المسؤول أن التغيرات المرتقب حدوثها تدخل في إطار النشاط العادي، كون مصدر التغير، هذه المرة، هو المناطق الغربية من أوروبا، وبالضبط من إنجلترا، وعادة ما تكون الاضطرابات القادمة من هذه المنطقة عابرة وثلوجها تتلاشى بسرعة، عكس التيار القادم من أوروبا الشرقية وبالضبط من سيبيريا الروسية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق