قرر وزير الداخلية الليبي فوزي عبد العال، تأجيل زيارته الرسمية إلى الجزائر، بعد أن كان منتظرا وصول الأخير في زيارة الأولى من نوعها بعد سقوط نظام العقيد معمر القذافي، يومي 23و24فيفري الجاري، لتتأجل بذلك دراسة ملفات التعاون الأمني بين البلدين إلى إشعار آخر. وكان وزير الداخلية الليبي سيلتقي خلال زيارته بعدد من المسؤولين الجزائريين، في إطار التنسيق بين البلدين، خاصة ما تعلق بالجانب الأمني، بعد أن قام أمينه العام بلقاء تنسيقي مع الأمين العام لوزارة الداخلية عبد القادر والي في هذا الإطار منذ أكثر من أسبوع.
وعلمت ''النهار'' من مصادر موثوقة، أن وزارة الداخلية الليبية أبلغت نظيرتها الجزائرية بتأجيل الزيارة إلى تاريخ آخر لم يحدد بعد، لتؤجل بذلك دراسة الملفات الثنائية التي كان ينتظر طرحها للنقاش إلى إشعار غير معلوم. وجاء قرار تأجيل الزيارة موازاة مع قرار الخارجية الأمريكية بتأجيل زيارة هيلاري كلينتون إلى الجزائر التي يبدو أنها غير راضية عن موقف الجزائر مما يحدث في سوريا، بعد أن تحفظت على الفقرة السابعة من قرار مجلس الجامعة العربية المتعلقة بإحالة ملف الأزمة السورية إلى مجلس الأمن الدولي، ورفضها تدويل الأزمة السوريةويبدو أن السلطات الليبية، التي تدعو بشدة إلى تدويل الأزمة السورية وتطبيق قرارات الجامعة العربية إلى جانب السلطات التونسية، لم يعجبها أيضا موقف الجزائر التي تتمسك بضرورة حل الأزمة السورية في إطارها العربي ليتم فتح صفحة أخرى في العلاقات الثنائية بين البلدين التي تقاربت في الأيام القليلة الماضية خاصة مع لقاء الرئيس بوتفليقة برئيس المجلس الإنتقالي الليبي خلال الإحتفال بالذكرى الأولى للثورة التونسية الشهر الماضي.وكانت العلاقات الجزائرية الليبية، قد عرفت تأزما كبيرا بداية الأزمة الليبية، نظرا لموقف الجزائر المحايد والذي تسبب في نشر إشاعات معادية للجزائر من طرف ثوار ليبيا وأنصار المجلس الإنتقالي الذين اتهموا الجزائر بدعم نظام القذافي بمرتزقة.وبعد اغتيال الزعيم الليبي واستقبال الجزائر لبعض أفراد عائلته المتكونة من عائشة القذافي والمعتصم وزوجته، تأزمت العلاقة أكثر وأكثر قبل أن تعود المياه إلى مجاريها بعد لقاء الرئيس بوتفليقة برئيس المجلس الإنتقالي في العاصمة القطرية الدوحة. وكانت آخر الإتصالات بين السلطات الأمنية الجزائري والليبية وثيقة لتحرير والي إيليزي الذي تم اختطافه ونقله إلى التراب الليبي قبل أن يتم تحريره وإيصاله إلى الجزائر من طرف وزير الدفاع الليبي و ذلك حسب صحيفة " النهار" الجزائرية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق