وصفت الوزيرة السابقة والأديبة زهور ونيسي السياسيين الجزائريين وزعماء الأحزاب بـ”غير المثقفين” وذلك لإهمالهم الشق الثقافي والأدبي ضمن برامجهم التي يطرحونها قبيل وأثناء حملاتهم الانتخابية· وقالت في حديث لـ”البلاد”، إن الشهادات الدراسية، حتى لو كانت عليا، فهي وحدها لا تكفي حتى يقال إن السياسي مثقف لأن الثقافة في نظرها هي سلوكات حضارية وإنسانية تعتمد في كثير من الأحيان على مواقف مبدئية وقيم من شأنها أن تجعل من الثقافة رسالة إنسانية تخدم البشرية· وترى محدثتنا أن تلك الرسالة يجب أن تخلو من الكذب والنفاق
والتزوير، وتكون مجردة من المبدأ ”الميكيافيلي” الذي يقول إن ”الغاية تبرر الوسيلة”، مضيفة أن ثقافة السياسي من شأنها أن ترفع بمستوى المجتمع لترتقي به إلى عالم مثالي أو حتى ”المدينة الفاضلة”، على حد قولها·في السياق ذاته، ترى المناضلة البارزة في حزب جبهة التحرير الوطني ”الأفلان” أن السياسة والثقافة أمران يختلفان في جوهرهما في كثير من النقاط؛ أهمها أن السياسة تقوم على مبدأ الغاية تبرر الوسيلة، والسياسي إن لم يزور فيزور عليه وإن لم يكذب يكون ضحية مؤامرة كاذبة حسب " البلاد". وتواصل ”هنا يصبح السياسي في الأخير مجرد وسيلة عادية لا تحقق الأهداف المنشودة·· أحزابنا السياسية تخلو من المثقفين للأسف الشديد وآراؤهم غير معمول بها·· وحتى لو أخذ بها، فهي تبقى آراء مثالية لا تحقق الأهداف المسطرة، وهذا هو الخطأ في مجتمعنا وفي أغلب المجتمعات”· وتعتقد الكاتبة زهور ونيسي أن الإنسان تبنيه الثقافة بصرف النظر عن التربية والتعليم، فالأخلاق هي الأساس لصناعة نماذج مشرفة على مستوى قيادات الأحزاب والمؤسسات·
من ناحية أخرى، كشفت الأديبة زهور ونيسي أن مذكراتها التي عكفت على كتابتها منذ سنوات ستخرج إلى النور خلال السنة الجارية، موضحة أنه في كل مرة تقرر إنهاءها تجد نفسها أمام بعض الأحـــداث والذكريـــات التي
لا بد من تدوينها؛ وهو ما أخر نوعا ما هذه المذكرات التي قالت إنها ستكون تجربة مفيدة للقراء الذين سيجدون فيها مسيرة نضال تمتد من قبل الثورة وأثناءها إلى غاية فترة استقلال الجزائر· وأكدت المتحدثة أنها ابتعدت عن الحقل السياسي الذي قضت فيه 16 عاما وصفتها بـ”سنوات النضال والجهاد” بين ”البرلمان” بغرفتيه وحزب جبهة التحرير الوطني، وتوليها منصب وزيرة التربية والتعليم لتتوجه إلى الكتابة والاهتمــام بالشـــأن الثقافي، وإن كانت تعتبر نفسها مراقبة جيدة للأحداث والشؤون السياسية داخل الجزائر وخارجها·
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق