الاثنين، 2 جانفي 2012

النهار‮ ‬تنقل معاناة عائلات الصيادين المفقودين بعرض مياه تنس

حالة من القلق تعيشها عائلات الصيادين المفقودين منذ خمسة أيام بعد انطلاقهما من ميناء تنس بالشلف في‮ ‬رحلة عادية لصيد السمك أخذت منعطفا آخر بعد انقطاع الاتصال بهم منذ أمسية‮ ‬يوم الجمعة الفارط،‮ ‬أين اتصل أحد أبناء ربان السفينة بوالده للاطمئنان عليه،‮ ‬هذا الأخير أعلمه بأنه في‮ ‬طريقهم للعودة بعد الانتهاء من صيد الجمبري،‮ ‬لينقطع بعدها أي‮ ‬خبر عنهم بعد تعذر الاتصال بهم ثانية إلى‮ ‬غاية الآن،‮ ‬أين تجري‮ ‬عمليات بحث حثيثة من طرف حراس السواحل لتقفي‮ ‬أي‮ ‬أثر‮ ‬يمكنهم من الوصول إليهم‮.‬

س‮. ‬بلحوسين

'‬النهار‮'' ‬تنقلت إلى عائلات الثلاثة صيادين الأشقاء،‮ ‬أين تم‭ ‬استقبالنا بصدر رحب وكلهم أمل أن تكون جريدة‮ ''‬النهار‮'' ‬فأل خير لهم بنقلها لهم أخبارا سارة عن أرباب العائلات،‮ ‬وفي‮ ‬كل بيت متواضع طرقناه رأينا توافد الجيران والأحباب‮ ‬يتفقدون زوجات وأبناء المفقودين الثلاثة من عائلة بومدين عبد القادر القاطن بحي‮ ٠٠٢ ‬مسكن بتنس والبالغ‮ ‬من العمر ‮٠٥ ‬سنة أب لـ‮٥ ‬أبناء وترك وراءه طفلا‮ ‬يبلغ‮ ‬من العمر حوالي‮ ‬سنتين وابنته المعاقة البالغة ‮٦١ ‬سنة،‮ ‬وقد خرج من البيت بعد صلاة العصر ولم‮ ‬يأخذ معه طعاما وكانت آخر كلمة بعد اتصال‭ ‬زوجته على الساعة‮  ٠٣:٠٢ ‬دقيقة أخبرته على الأحوال الجوية التي‮ ‬تم بثها في‮ ‬النشرة وهو الذي‮ ‬خرج بدون زاد‮. ‬الشقيق علي‮ ‬وهو مكانيكي‮ ‬يسكن في‮ ‬الطريق المؤدي‮ ‬إلى الميناء بالتنس‮ ‬يعيش وسط عائلة بسيطة الدخل في‮ ٣ ‬غرف،‮ ‬أب لـ‮٦ ‬أبناء من بينهم الفتاة التي‮ ‬روت لنا رفقة والدته عن بساطة والدها،‮ ‬هما فتاتان جامعيتان وابن بالمتوسطة والآخر بالثانوية،‮ ‬فيما‮ ‬يبقى التوأمان اللذان أكدا عدم مزاولة الدراسة إلى حين معرفة أخبار عن الوالد،‮ ‬كما صرحت زوجته لحظات قبل خروجه من البيت لم‮ ‬يرض أن‮ ‬يأخذ معه الطعام على أن تبقيه لأبنائها قائلا‮ ''‬خلي‮ ‬للأولاد الأكل والخبز‮'' ‬فمنذ ‮٠٢ ‬سنة وهو‮ ‬يزاول مهنته بالبحر إلى‮ ‬غاية حدوث الفاجعة التي‮ ‬هزت قلوب الجميع‮. ‬أما الشقيق مروان القاطن بالمنطقة المسماة‮ ''‬لاسيتي‮'' ‬بالتنس فتحت لنا زوجته وأولاده الباب،‮ ‬فيما حضر بعض من أصدقائه الصيادين،‮ ‬هو أب لـ‮٤ ‬أبناء كانت البنت البكر تبكي‮ ‬حزنا عن والدها وقد خرج حوالي‮ ‬الساعة ‮٠٠:٩١ ‬مساء في‮ ‬يوم الخميس من البيت آملا أن‮ ‬يعود وقد ترك لزوجته بعض المصروف‭ ‬قبل مغادرته‮. ‬للإشارة،‮ ‬فإن الصيادين الثمانية كانوا قد خرجوا‮ ‬يوم الخميس في‮ ‬رحلة عادية لصيد السمك من ميناء تنس على متن قارب جيبية‮ ''‬شالوتي‮'' ‬المسمى‭ ‬‮''‬الخليل‮'' ‬على أن‭ ‬يعودوا إلى نفس رصيف الانطلاق صبيحة اليوم الموالي‮ ‬أي‮ ‬الجمعة،‮ ‬إلا أن ذلك لم‮ ‬يحدث وهو ما أدى إلى الإعلان عن حالة طوارئ قصوى عبر ميناء تنس‭ ‬بعد انتشار خبر فقدان سفينة صيد وعلى متنها ثمانية صيادين،‮ ‬فيما أكدت ذات المصادر أن أحدهم اتصل في‮ ‬الساعات الأولى من صباح الجمعة برئيس القارب،‮ ‬حيث طلب منه ضرورة الدخول إلى الميناء نظرة للاضطرابات الجوية التي‮ ‬يشهدها البحر وقد طمأنه قائد القارب المفقود بالعودة حينما تتم عملية صيد‭ ‬الجمبري‮ ‬ولم‮ ‬يعاود الاتصال به حتى الساعة الخامسة صباحا من نفس اليوم،‮ ‬أين كلمه ابنه وحاول إقناع والده بالعودة،‮ ‬وقد طمأن هذا الأخير ابنه بالعودة قبل صلاة الجمعة وفي‮ ‬حدود الساعة التاسعة صباحا اتصل أحد الصيادين ليطمئن عليهم لكن لا أحد كان‮ ‬يرد،‮ ‬الأمر الذي‮ ‬استوجب على مصالح حرس السواحل مباشرة عملية البحث عنهم‮.‬
الجزائر - النهار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق