أدى تساقط الثلوج والأمطار التي شهدتها عدة ولايات في وفاة عشرة أشخاص على الأقل، وفي غلق عدة طرق وطنية وولائية، ما تسبب في عزل بلديات وقرى ومداشر بأكملها، والتي زادت معاناتها بسبب هجرة الكهرباء لمنازلها جراء هذه الاضطرابات التي أجبرت العمال والتلاميذ على التوقف عن العمل والدراسة.
انهيارات وخسائر مادية معتبرة بسبب التقلبات الجوية بالعاصمة
وفاة أربعة أشخاص خنقا و6 آخرين في حوادث مرور ببعض ولايات الوطن
سجلت مصالح الحماية المدنية خلال الاضطرابات الجوية التي شهدتها العاصمة وباقي ولايات الوطن في اليومين الماضيين 1879 تدخل أسفر عن وفاة 10 أشخاص جراء الاختناقات وحوادث المرور الناتجة عن الثلوج التي أغلقت عددا من الطرق الوطنية.
وكان تدخل مصالح الحماية المدنية بحي 162 مسكن بزرالدة أين نشب حريق مهول لم يخلف أي ضحايا سوى أن السنة النيران أتت على معظم أرجاء الشقة، حيث تدخلت فرق الحماية وحاصرت اللهب وتمكنت من إجلاء قاطني الشقة وإخماد النيران.
وسجلت مصالح الحماية المدنية خلال التدخلات التي شملت بعض ولايات الوطن وفاة ثلاثة أشخاص وجرح اثنان بالطريق الوطني رقم 35 ببلدية ودائرة فلاوسن خلال حادث مرور لم يحترم فيه السائق السرعة، ومن بين الهالكين شاب مغربي يدعى زهنون مصطفى يبلغ من العمر 28 سنة، فضلا عن وفاة 4 آخرين بحي 60 مسكنا بحاسي بحبح بالجلفة خنقا بسبب أجهزة التدفئة المقلدة حسب صحيفة " الفجر" الجزائرية.
وأسفرت الثلوج المتساقطة بولاية الوطن، حسب حصيلة الحماية المدنية، عن ارتفاع معدل حوادث المرور بتسجيل وفاة شاب يبلغ من العمر 38 سنة بعد تعرضه لحادث مرور بالطريق الوطني رقم 101 ببلدية وادي سغن بولاية ميلة، كما تسبب الحادث في إصابة شخص آخر بجروح بالإضافة إلى 2 آخرين بالطريق الوطني رقم 92 ببلدية بلعربي دائرة مصطفى بن براهيم بسيدي بلعباس.
وتسببت الأمطار الرعدية التي تساقطت خلال اليومين الماضيين، حسب المكلف بالاتصال بمديرية الحماية المدنية بولاية الجزائر، سفيان بختي، في تسجيل خسائر مادية في العديد من مناطق العاصمة ويتعلق الأمر ببلدية الحراش أين سجلت مصالح الحماية المدنية تدخلا في أحد المنازل الهشة بحي دريش بوعكاز وكذا جدران السكنات المشيدة على ضفاف الوادي ومنزل آخر بحي الساعات الثلاث بالضبط بالحي المعروف بـ “الطريق العريضة” وكذا انهيار أسقف المنازل بحي العقيد لطفي ما استدعى تدخل مصالح الحماية المدنية التي أجلت العائلات إلى أن تم انتشال بقايا الردم وهو نفس الوضع الذي عاشه سكان الادرسي ببوزريعة. وأدت الأمطار الرعدية، حسب سفيان بختي، إلى تسرب المياه إلى عدد من البناءات ببوزريعة وسيدي امحمد، بالإضافة إلى انجراف التربة ببعض المنازل الواقعة بالضاحية الشرقية للعاصمة.
تواصل تساقط الأمطار والثلوج إلى غاية نهاية اليوم
ينتظر أن يتواصل تساقط الأمطار والثلوج على المناطق الشمالية للوطن وذلك إلى غاية نهاية اليوم الثلاثاء، وعليه تم تسخير جميع الوسائل اللازمة لإزالة الثلوج على مستوى البلديات المتضررة، في حين أن عمال الأشغال العمومية وعناصر الحماية المدنية يقومون بفتح الطرق المقطوعة وتموين المناطق المعزولة.
وحسب المعلومات الصادرة عن الديوان الوطني للأرصاد الجوية فقد شهدت العديد من ولايات الوطن شرق وغرب البلاد تساقط أمطار معتبرة خلال الـ48 ساعة الماضية، خاصة الجزائر والبليدة وتيزي وزو وبومرداس وبجاية وجيجل بوهران وعين تيموشنت ومستغانم وتيبازة، في حين عرفت مرتفعات المناطق الوسطى والشرقية من الوطن التي يفوق علوها 600 متر تساقطا للثلوج بداية من ليلة الأحد.
وحسب المصدر نفسه، فإن المناطق التي عرفت تساقط الثلوج هي ولايات تيسمسيلت والمدية وسطيف وعين الدفلى والبويرة وبومرداس والبليدة وتيزي وزو وبرج بوعريرج وباتنة وقسنطينة وأم البواقي وخنشلة وتبسة.
غلق الطريق الوطني رقم 37 بالبليدة
تسببت الثلوج المتساقطة بولاية البليدة، ليلة الأحد إلى الإثنين، في قطع الطريق الوطني رقم 37 الرابط بين البليدة والشريعة حسب ما علم عن مصالح الحماية المدنية.
وأوضح المصدر أن الشطر المعني بتوقف حركة السير بدأ عند المنطقة المسماة “بني علي” المؤدية إلى مرتفعات الشريعة.
من جهتها تدخلت مصالح بلدية الشريعة من أجل إعادة فتح الطريق أمام مستعمليه بتسخير معدات هامة، علما أن كميات هامة من الثلوج تساقطت على المنطقة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، التي سجلت في مرتفعات الأطلس البليدي وصولا إلى المناطق التي يزيد علوها عن 200 متر عن سطح البحر.
كما سجلت منطقة متيجة انخفاضا مفاجئا في درجات الحرارة ليلة الأحد إلى الإثنين، فيما عرفت سفوح الجبال بكل من موزاية والعفرون والصومعة تضاعفا في تساقط الثلوج لكن دون عرقلة حركة المرور.
طرق مسدودة بتيسمسيلت
تسبب التساقط الكثيف للثلوج المتواصل إلى غاية يوم أمس، في تسجيل اختناقات كبيرة لحركة المرور بكل من الطريق الوطني رقم 19 في شطره الرابط بين بلديتي الأزهرية وبرج بونعامة والطريق الوطني رقم 14 بين ثنية الحد والعيون. كما عرف الطريق الوطني رقم 60 شبه انقطاع بالشطر الذي يربط بين بلديتي برج الأمير عبد القادر وثنية الحد، بالإضافة إلى اختناق بالطريق الولائي رقم 5 الرابط بين بلديتي سيدي بوتشنت وثنية الحد الذي استحال فيه سير مركبات الوزن الثقيل. وقد سارعت مديرية الأشغال العمومية ومصالح الحماية المدنية للتدخل من خلال استعمال مادة الملح لإذابة الجليد وفتح حركة السير أمام المركبات.
يذكر أن سمك الثلوج التي تساقطت بإقليم ولاية تيسمسيلت بلغ 15 سنتيمترا في حين انخفضت درجة الحرارة إلى أربع درجات تحت الصفر استنادا إلى المحطة الجهوية للأرصاد الجوية لعين بوشقيف بتيارت.
سونلغاز تشكل خلية أزمة بعد إحصاء 170 نقطة متضررة
أثارت كمية الثلوج المتساقطة منذ أمس على أرجاء تيزي وزو حالة استنفار لدى السلطات المحلية التي دخلت في حالة تأهب قصوى خوفا من تسجيل مشاهد مأساوية لاسيما على مستوى المرتفعات التي يصل علوها إلى 300 متر. ولم يتمكن أمس القادمون من بجاية من الالتحاق بتيزي وزو بسبب قطع حركة المرور على الطريق الوطني رقم 12 في منطقة إيعكوران وأدكار إلى جانب قطع الطريق الوطني رقم 25 بين ذراع الميزان والبويرة على مستوى منطقة مكيرة. وقالت مصادر من الحماية المدنية لــ “الفجر” إن الثلوج امتدت إلى غاية المناطق الداخلية على غرار واضية وواقنون وتيزي راشد التي تم فيها قطع الطريق الوطني رقم 2 المؤدي الى الاربعاء ناث إيراثن وكذا الطريق الوطني رقم 30 باتجاه اقني قغران ومشطراس. وتدخلت شركة سونلغاز بعدما تم قطع التيار الكهربائي عن قرى بوزقان بسبب سقوط معدات الربط والتحويل وقد تم تشكيل خلية أزمة بعد إحصاء 170 منطقة متضررة، كما واجه أمس أميار عدة بلديات على غرار عزازقة وواسيف إمسوحال وآيت عقواشة وزكري وبني زيكي وإيلولة أومالو وأقرو صعوبة في فك الحصار المفروض عليهم، مطالبين تزويدهم بكاسحات للثلوج.كما لم يلتحق العمال بمقرات عملهم والتلاميذ بمدارسهم بسبب قطع الطرقات الولائية والوطنية الأخرى لاسيما بالجهة الجنوبية لذراع الميزان والمناطق القريبة من سلسلة جرجرة على غرار واسيف وآث تودارت.
ندرة حادة في قارورات الغاز بالمدية
شهدت ولاية المدية خلال 24 ساعة الاخيرة موجة برد غير معتادة اين تساقطت الثلوج بكميات معتبرة خاصة بمرتفعات بن شكاو، ما أدى الى قطع الطريق الوطني رقم واحد في شطره الرابط بين البرواقية والمدية. وشهدت الطرقات الولائية والبلدية على غرار الطريق الوطني رقم 1 و 8 في الجهة الشمالية الشرقية قطعا دام لساعات طويلة ما شل الحركة المرورية بالنسبة لمستعملي هذا الطريق حيث جندت الحماية المدنية وسائل معتبرة لتسهيل الحركة المرورية خاصة على مستوى المسالك التي تعرف صعوبة في التنقل. وسجلت ندرة حادة في قارورات غاز البوتان ببلديات الجهة الشرقية للمدية خاصة وأن جل البلديات تفتقر الى الربط بشبكة الغاز.
حركة المرور تتوقف بعدة طرق وطنية
ضحايا وإصابات بولايات الشرق
شهدت مدينة باتنة والمناطق المجاورة لها من دوائر وبلديات اضطرابات جوية شديدة خلال الأربع والعشرين ساعة الأخيرة، سيما المرتفعات الواقعة على علو يزيد على 600 متر، حسب مصالح الأرصاد الجوية التابعة لمطار مصطفى بن بولعيد الدولي. وقد اكتست جبال الولاية وبعض بلدياتها بحلة بيضاء للثلوج التي بدأت في التساقط منذ ساعات الصباح الأولى لنهار أمس، وأدت كثافتها إلى عرقلة حركة السير على مستوى العديد من الروابط في شمال وشرق الولاية، منها الطريق الوطني رقم 31 الرابط بين باتنة وأريس على مستوى منطقة عين الطين الجبلية وقد توقفت حركة السير فيه لساعات طويلة.
وأدى تساقط الثلوج كذلك إلى غلق الطريق الوطني رقم 77 الرابط بين باتنة ومروانة. ونظرا للنشاط المعتاد للطريق بحركة السير فقد تكونت طوابير طويلة من المركبات ما اضطر أصحابها إلى العودة على أعقابهم أو تغيير المسار.
وفاة عجوز وإصابة 12 شخصا بجروح في سطيف
تسببت موجة البرد التي عرفتها ولاية سطيف يوم أمس المصاحبة لكميات الثلوج المتساقطة بكميات معتبرة على مختلف بلديات ولاية سطيف في مقتل عجوز تبلغ من العمر 65 سنة بإحدى قرى بلدية بوعنداس.
وحسبما أفادتنا به مصالح الحماية المدنية، فإنه تم تسجيل 12 جريحا خلال 48 ساعة الماضية، جراء حوادث المرور التي نجمت عن التقلبات الجوية التي يشهدها الوطن منذ يوم أول أمس. كما تشير نشرية الدرك الوطني إلى انقطاع الطرقات في عدد من الولايات، خاصة شرق البلاد، وبالخصوص الأرياف والمناطق الجبلية، علما أن مصالح الدرك تدخلت لفك انسداد الطرقات خارج المدن التي سببها تراكم الثلوج. واضطر الناقلون إلى قضاء ليلتهم كاملة مع مركباتهم على حواف الطرقات، وقد وقفت “الفجر” على حالات خطيرة على مستوى الطريق الوطني 75 الذي عرف أكثر ضررا حيث شهد ليلة أول أمس حادث مرور مروع باصطدام حافلة لنقل المسافرين من نوع “جي 9” بشاحنة مخلفا عددا من الجرحى تم نقلهم على جناح السرعة إلى مستشفى بوعنداس وسط روع كبير. وتسببت الثلوج المتهاطلة في متاعب كبيرة للمواطنين خاصة في أرياف بلديات بوعنداس، تالة ايفاسن، آيت تيزي، بولان، آيت نوال امزادة، ماوكلان وذراع قبيلة، إلى جانب تضرر المساكن في قلب المدينة على غرار ما حدث في بوڤاعة، حيث انهار مسكن وغمرت الثلوج مساكن أخرى.
عرقلة في حركة المرور وعزل مشات بجيجل
شهدت ولاية جيجل في الـ 24 ساعة الأخيرة تساقط كميات هائلة من الثلوج التي غطت الجبال التي يزيد علوها على 600 متر كجبال بني خطاب ببلدية تاكسنة وتفرطاس ببلدية أولاد يحي خدروش ومرتفعات بلديتي اولاد رابح وبن ياجيس، وقد تزامن ذلك مع تساقط كميات هائلة من الأمطار التي ساهمت في رفع منسوب الأودية والسدود المنتشرة في مختلف ربوع إقليم الولاية.
وحسب المعطيات المقدمة لـ “الفجر” من مصلحة الأرصاد الجوية بأشواط ببلدية الطاهير، فإن الولاية تحتل الصدارة من حيث كميات التساقط سواء بالنسبة للثلوج التي غطت الجبال التي يصل ارتفاعها إلى 600 متر، وتراوح سمكها مابين 20 و30 سنتيم، فيما بلغت كمية تساقط الأمطار 60 ملم، وقد صاحب ذلك انخفاض ملموس للحرارة التي وصلت إلى درجة واحدة في مرتفعات الولاية.
وساهمت الاضطرابات الجوية في عرقلة حركة المرور وسط بعض المراكز الحضرية مثلما هو الشأن لمدينة الميلية، واصطدم سكان قرية بني صبيح بمشكل توقف حركة المرور على مستوى عديد محاور الطريق الذي يربطها ببلدية سطارة.
ورغم أن الثلوج لم تتساقط أمس في عاصمة الشرق إلا أن الأجواء كانت باردة للغاية، وهو ما يوحي بأن الثلوج التي تساقطت بكميات خفيفة على مرتفعات جبل الوحش قد تكون أكثر غزارة نهار اليوم الثلاثاء حسب توقعات مصالح الأرصاد الجوية.
وتعرف ولاية قالمة منذ بداية الأسبوع تغيرا مفاجئا في أحوال الطقس، حيث شهدت الولاية انخفاضا محسوسا في درجة الحرارة مع تساقط كميات معتبرة من الأمطار بالإضافة إلى استمرار تساقط الثلوج على مرتفعات جبل ماونة، إلا أن هذه الأمطار والثلوج لم تشكل أي عائق على السير الحسن لحركة المرور عبر تراب الولاية، حسب ما أكدته لنا بعض المصادر من الحماية المدنية في انتظار ما ستسفر عنه الساعات القليلة القادمة.
الإضطرابات الجوية تتسبب في ثلاثة حوادث مرور بتيارت
تسببت الثلوج التي تساقطت عبر تراب ولاية تيارت ليلة الأحد إلى الإثنين، في شل حركة المرور عبر أغلب الطرقات سواء الوطنية والولائية، خاصة صبيحة يوم الإثنين.
وتم تسجيل ثلاثة حوادث مرور مادية، أحدها بالطريق الوطني رقم 23 في شقه الرابط بين ولايتي تيارت وغليزان، وآخر بنفس الطريق في شقه الذي يربط ولاية تيارت بالأغواط بمنطقة النعيمة، أما حادث المرور الثالث فسجل بالطريق الوطني رقم 14 بمنطقة تاسلمت باتجاه ولاية تيسمسيلت. ولحسن الحظ لم تسجل وفيات أو جرحى خلال تلك الحوادث بفعل انحراف المركبات نتيجة طبقة الجليد التي تكونت صبيحة أمس الإثنين.وسجلت مصلحة الرصد الجوي بمنطقة عين بوشقيف مستوى خمسة سنتيمترات من الثلوج و80 مليمترا من الأمطار، في حين بلغت درجة الحرارة 3 تحت الصفر.
ووجدت بعض العائلات صعوبة في الحصول على قارورات الغاز رغم تطمينات مسؤولي وحدة نفطال بتيارت، حيث كشفوا عن وجود مخزون بنسبة 80 بالمائة يكفي لتوفير قارورات غاز البوتان لعدة أشهر وكذا إنتاج 17 ألف قارورة غاز بوتان يوميا تكفي لتموين سكان الولاية ودائرة أفلو بولاية الأغواط.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق