الثلاثاء، 20 ديسمبر 2011

جزائريون يبحثون عن الزئبق لاستحضار الجان واستخراج الكنوز المفقودة

سمير‭ ‬مخربش الجزائر - الشروق
image

أصبحت مادة الزئبق من المواد المقدسة ومن العملات النادرة جدا وتجاوز أمرها عملية تزوير الأوراق النقدية وصناعة المتفجرات ليدرك وجها آخر لطقوس الشعوذة التي يستحضر فيها الجن من اجل إغناء أصحابها بطريقة غريبة والحديث الآن جار عن مليارديرات جمعوا ثروة طائلة بمادة الزئبق.

حسب أحد العارفين بخبايا هذا العالم فإن الأمر في غاية السرية وله صلة مباشرة بشعوذة من نوع آخر سمحت بخلق ما يعرف باسم الأغنياء الجدد والذين بلغوا درجة عالية من الغنى الفاحش، ويؤكد محدثنا من سطيف والذي يرفض الكشف عن هويته، أن الراغب في الاغتناء غير الطبيعي ما عليه إلا إحضار مادة الزئبق الحقيقية نادرة الوجود، ويتصل بالمشعوذ المختص في استحضار الجن وأيضا من يعرف محليا بـ"الطالب"، وهو شخص يدعي المعرفة بالدين وينظم "الزردة" وله خبرة هو الآخر في استحضار الجن، ويتوجه الثلاثة ليلا إلى مكان خال في توقيت يضبطه المشعوذ الذي يدعي أن هناك توقيتا معينا ينبغي أن يحدد بدقة وفق طقوس معينة وإلا فشلت العملية. ويكون الموعد تحت ضوء القمر وفي منطقة لا يدركها الناس، وحينها يتم وضع الزئبق ويشرع المشعوذ في طقوس استحضار الجن، فيتجلى لهم الجان كما يدعون، فيطلبون منه ثروة طائلة مقابل تسليمه تلك الكمية القليلة من الزئبق، وفي نظر هؤلاء فإن الزئبق يطيل عمر الجان وهي مادة مقدسة عندهم ويشترونها بأي ثمن. وبالرغم من أن هذا الكلام لا يخرج عن دائرة الخرافات، إلا أن المصدر يصر على أن هناك فئة تؤمن بهذا التخريف وهو التفسير الوحيد، حسبهم، لظهور "الأغنياء الجدد" الذين كانوا بالأمس فقراء. والأمر يتعلق بآلاف الملايير، لأن الجن - حسب ما يدعون - بمجرد أن يتعرف على مادة الزئبق الحقيقية يشتريها بأي ثمن وعلى أصحابها أن يقترحوا السعر بلا سقف ولا حدود، ومهما كانت القيمة يحضرها الجن، ويتعلق الأمر بأوراق نقدية حقيقية يستلمها المالك الأصلي لمادة الزئبق، وعليه أن يقتطع نصيبا للمشعوذ والشيخ شرط أن يستولي هو على حصة الأسد بحكم ملكيته لهذه المادة. ويحكى أن الأموال تحمل في أكياس بكميات كبيرة، وعلى صاحبها أن يتدبر أمر نقلها أو يطلب من الجن أن يضعها له في مكان معين.

هذا الكلام لا يعدو أن يكون دجلا، لكنه لدى البعض عقيدة يرونها طريقة للاسغتناء، فمؤخرا ضبطت 250 غرام من الزئبق عند أحد الأشخاص بولاية سطيف يفوق ثمنها الـ250 مليون سنتيم. وقد اتضح أن الغرض من البحث عن هذه المادة ليس له علاقة فقط بالتزوير والمتفجرات، بل للبعض فيها مآرب أخرى. ومعروف أن الزئق مادة نادرة، تستعمل في تزوير العملة، وصناعة المتفجرات، لكن مع تطور الشعوذة أصبحت حسب اعتقاد البعض تستغل في استحضار الجن والاستفادة من ثروة طائلة على طريقة "علاء الدين والمصباح السحري". وبالنسبة للمهتمين فإن الزئبق موجود في أجهزة كهربائية لا يعلمها إلا الخبراء، ومنها نوع نادر من أجهزة "الفونوغراف" التي كانت تستخدم في الماضي لسماع الأسطوانات. وأيضا بإحدى علامات ماكنات الخياطة القديمة. هذه الخرافة نقلناها الى بعض أئمة المدينة بسطيف فأكدوا لنا بأنها محرمة شرعا وضرب من الشرك، ولا يمكن للجن أن يتعامل مع البشر بهذه الطريقة الخرافية، وكل من آمن بها أو سعى للقيام بها فقد أشرك بالمولى تعالى لأنه وحده تعالى الرزاق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق