الثلاثاء، 20 ديسمبر 2011

عشرون ألف مريض يتسولون عبر الجرائد والأنترنيت للعلاج في الخارج

بلقاسم‭ ‬حوام الجزائر - الشروق
image

20 ألف مريض يتسولون سنويا عبر الجرائد والقنوات الإذاعية و"الفايسبوك" لطلب المساعدة من المحسنين للعلاج بالخارج، بعدما عجزت المستشفيات الجزائرية عن شفائهم، ورفضت التكفل بمداواتهم في بلدان أجنبية، هذا ما كشفت عنه شبكة الأمراض المزمنة بالجزائر التي أعدت تقريرا‭ ‬أسود‭ ‬حول‭ ‬التلاعبات‭ ‬الخطيرة‭ ‬في‭ ‬ملفات‭ ‬المرضى‭ ‬الموجهين‭ ‬للخارج‭ ‬والتي‭ ‬يستفيد‭ ‬منها‭ ‬بالدرجة‭ ‬الأولى‭ ‬المسؤولون‭ ‬وأبناؤهم‭ ‬وحاشيتهم،‮ ‬فيما‭ ‬يوجه‭ ‬‮"‬الزوالية‮"‬‭ ‬للعيادات‭ ‬الخاصة‭ ‬أو‭ ‬الموت‭ ‬في‭ ‬منازلهم‭.‬

أكد رئيس شبكة الأمراض المزمنة في الجزائر، الأستاذ عبد الحميد بوعلاق، في تصريح خاص بـ "الشروق اليومي" أن وزارة الصحة ترسل سنويا 400 مريض فقط للعلاج في الخارج، فيما يتوجه أزيد من 20 ألف مريض للتسول على صفحات الجرائد والقنوات الإذاعية لجمع التبرعات من المحسنين قصد التداوي في بلدان أجنبية، مضيفا أن رؤساء المصالح الطبية كونوا لوبيات وجعلوا من المستشفيات العمومية ملكية خاصة للتكفل بالأغنياء وذوي النفوذ، بينما يوجه "الزوالية" للعلاج في العيادات الخاصة، وقال المتحدث إن تنامي ظاهرة جمع التبرعات عن طريق "الفايسبوك" ووسائل الإعلام لمساعدة المرضى على العلاج بالخارج يعد وصمة عار في جبين الصحة في الجزائر، حيث باتت المستشفيات عاجزة تماما عن علاج الكثير من التخصصات الموجودة في الكثير من الدول العربية، وقال إن شبكة الأمراض المزمنة قدمت ملفا أسود للرئيس عبد العزيز بوتفليقة عن وضعية التكفل بالمرضى بالخارج والتي يستفيد منها فقط "البروفسور والوالي والوزير و..."، مطالبة إياه باستحداث لجنة تحقيق في القضية بهدف مساعدة آلاف الجزائريين الذين يموتون بصمت بعدما عجز الأطباء الجزائريون عن علاجهم. وبيّن بوعلاق أن هذا التقرير جاء بعد اجتماع‭ ‬جمعه‭ ‬بنواب‭ ‬بالبرلمان‭ ‬ورئيس‭ ‬الضمان‭ ‬الاجتماعي‭ ‬الذين‭ ‬أكدوا‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬الذي‭ ‬يخص‭ ‬أهم‭ ‬انشغال‭ ‬المواطن‭ ‬الجزائري‭ ‬وهو‭ ‬صحته‭.‬
وللتخفيف من معاناة عشرات الآلاف من المرضى عبر الوطن والتي تستدعي حالتهم العلاج بالخارج، ستنظم شبكة الأمراض المزمنة مطلع السنة القادمة ملتقى دوليا للأطباء المختصين في الخارج، بالتنسيق مع وزارة الصحة، من أجل الاستفادة قدر الإمكان من خبرتهم عن طريق عمليات جراحية يشرفون عليها في الجزائر للتخفيف من فاتورة العلاج وتمكين أكبر قدر ممكن من المرضى من العلاج، وفي هذا الإطار ذاته قال بوعلاق إن هذه الطريقة هي الأمثل لتحسين الوضع الصحي في الجزائر، خاصة مع تواجد المئات من الأطباء الجزائريين الذين يعملون في كبرى مستشفيات العالم والذين أكدوا استعدادهم على مساعدة المرضى الجزائريين في الداخل بشرط توفير العتاد الطبي اللازم والذي من الممكن استيراده، بمقابل تخفيف تكاليف التكفل بالمرضى في المستشفيات الأجنبية والتي تكلف الدولة سنويا عشرات الملايير.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق