غيبوبة سكري، فشل كلوي وغرغرينا تأكل أرجلهم وأعينهم وغيرها من التعقيدات التي يعاني منها مرضى السكري، الذين يوجد 50 من المائة منهم مهددون بالبتر كل 5 سنوات، والأسوأ في الأمر كله، هو أنهم يوجهون إلى مصالح الاستعجالات الجراحية، بعد انتشار المرض في كافة جسمهم، لتقطع أصابعهم أو أرجلهم حسب الحالة، على الرغم من توفر الجزائر على إمكانات جديدة تحول دون ذلك.وما أكثرها الحالات التي تقصد المستشفيات في حالة متقدمة جدا من التعفن،
حيث يحال المريض مباشرة على قاعة العمليات من أجل إنقاذ حياته لينضم مباشرة إلى طابور المعاقين.وبناء على ذلك، ارتأت ''النهار'' تسليط الضوء على هذه الفئة وما تعانيه في صمت، خاصة أن العديد من الحالات تتعرض إلى سكتة قلبية، نتيجة انتشار التعفن في كافة أنحاء الجسم، دون التمكن من إنقاذ حياة المريض الذي يشرف عليه في أغلب الأحيان طبيب عام، بالنظر إلى افتقار العديد من المناطق إلى أطباء متخصصين للإشراف عليهم، إذ بمجرد تعقد الحالة، يحال هذا الأخير مباشرة على المستشفى في محاولة يائسة لإنقاذه. أخرجت من قاعة العمليات قبل بتر رجلها
ومن الحالات التي تم إنقاذها من عملية بتر الرجل السكري، تلك التي تخص ''هـ. م'' في العقد السابع، بقيت مدة 15 سنة دون علاج السكري، التي تعرضت لتعقيدات خطيرة على مستوى الرجل، استلزمت نقلها العاجل إلى مستشفى البويرة، حيث قرر الطبيب المعاين بترها كاملة، من أجل إنقاذ حياتها، خاصة أن التعفن انتشر بشكل كبير جدا، إلا أنه قبل انطلاق العملية، تدخل طبيبها المعالج وقام بإخراجها من القاعة، وواصل علاجها بواسطة المضادات الحيوية واحتفظت المريضة برجلها.بالمقابل، توجد حالات أخرى لم يسعفها الحظ، من أجل إنقاذها من مشرط الجراح، حيث تعرضت ''ز. ك''، البالغة من العمر 40 سنة إلى بتر رجلها، بعد قضائها لأكثر من سنة بمستشفى برج منايل، إذ تعرضت إلى صدمة كبيرة جدا في اليوم الموالي من إجرائها للعملية، حيث شرعت في الصراخ والبكاء مطالبة الطاقم الطبي باسترجاع رجلها من أجل دفنها حسب التفاصيل التي انفردت بها صضحيفة " النهار".
سوء المتابعة الطبية وراء تزايد حالات البتر
وفي هذا الشأن، أوضح أساتذة الطب المتخصصين في علاج داء السكري، ممن تحدثت إليهم ''النهار''، أن المشكل الذي يطرح نفسه بشدة بالنسبة لمرضى السكري، هو سوء المتابعة الطبية للمرضى، إذ يشرف عليها في العديد من المناطق خاصة الداخلية منها والجنوبية، أطباء عامون لا يتحكمون في تقنيات العلاج، إذ يقومون بتوجيه المريض في حالة متقدمة جدا من التعفن إلى المستشفيات الجامعية، لينتهي به الأمر أعمى أو مبتور الأرجل، فضلا على تعرضه إلى سكتة قلبية تنهي حياته، إذ يتعرض جزائري من أصل عشرة إلى البتر بسبب المرض.وفي هذا الشأن أوضح الدكتور نسيم رجيمي، متخصص في علاج أمراض القلب بمستشفى نفيسة حمود الجامعي، أنه في الكثير من الأحيان، يلقى مريض السكري مصرعه بسكتة قلبية، نتيجة تعرضه لتعفن كامل، يؤدي إلى تسمم في الدم، ينتهي بتوقف قلب المريض، مشيرا إلى أن داء السكري هو واحد من الأسباب المؤدية إلى الإصابة بداء القلب، وقال الدكتور أن أغلب الحالات تأتي في حالات متقدمة جدا، يصعب إنقاذها كون التسمم انتشر بشكل واسع في كافة أنحاء الجسم.
الأطباء الكوبيون ينقذون 195 مريض من الموت بمستشفى ''مايو''
وعلى الصعيد ذاته، تمكنت مصلحة علاج السكري بالمستشفى الجامعي لمين دباغين من إنقاذ حياة قرابة 195 مريض من الموت، وصلوا المستشفى في حالة صحية متدهورة جدا، حيث تم الإشراف عليها من قبل البعثة الكوبية التي قامت وزارة الصحة باستقدامها منذ حوالي سنة.وحسبما وقفت عليه ''النهار''، فإن المصلحة استقبلت مرضى من كافة ولايات الوطن، خاصة الجنوبية منها، التي تفتقر إلى التغطية الطبية اللازمة، من متخصصين وقاعات عمليات للإشراف على الحالات الحرجة، وذلك بفضل استخدام دواء ''الإيبربروت''، الذي سمح بتفادي حالات البتر وعلاجها بـ80 من المائة.
30 من المائة من المرضى غير مؤمّنين إجتماعيا
وعلى صعيد ذي صلة، أوضح نور الدين بوستة، رئيس الفيدرالية الوطنية لجمعيات مرضى السكري، أن 30 من المائة المصابين بالداء غير مؤمّنين إجتماعيا، داعيا وزارتي الصحة والتضامن الوطني إلى إدماجهم في صندوق الضمان الاجتماعي وتمكينهم من رقم تأمين وطني يتيح لهم الحصول على الأدوية.وأوضح بوستة في اتصال مع ''النهار''، بأن مضاعفات الدّاء في انتشار كبير، تصل في غالب الأحيان إلى بتر الأطراف السفلى وفقدان البصر، فضلا على أمراض القلب والشرايين والقصور الكلوي، مما يتطلب الاعتناء بهؤلاء المرضى الذين يمثلون 10 من المائة من تعداد السكان في الجزائر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق