''مقاطعة الأرسيدي للانتخابات التشريعية تؤكد مصداقيته··· الأرسيدي حزب ديمقراطي وكان على صواب في مقاطعته للانتخابات··· سعيد سعدي يدرك تراجع سمعة حزبه ولا يريد المغامرة في التشريعيات··· لو يشارك الأرسيدي في التشريعيات سيتلقى صفعة قوية من طرف سكان القبائل··· مقاطعة الأرسيدي للتشريعيات لا حدث···''·
اختلفت آراء المواطنين بولاية تيزي وزو حول مقاطعة حزب الأرسيدي للانتخابات التشريعية، فمنهم من يرى
أن هذا القرار جاء رغما عن الأحزاب لأنه متأكد أنه فاقد للمصداقية، وهناك من وصف قرار المقاطعة بالجريء والصائب لما تمليه الوضعية السياسية بالجزائر والأحداث الوطنية الدولية حسب " الجزائر نيوز".الطرف الأول الذي يمثل الأغلبية من الذين تحدثنا إليهم خلال جولتنا الاستطلاعية بعاصمة جرجرة، أمس، أجمعوا على أن الأرسيدي فقد مصداقيته ويتخوف من حصوله على نتائج كارثية خلال مشاركته في التشريعيات القادمة، الأمر الذي دفعه للإعلان عن المقاطعة·
وفي هذا الصدد، يقول التاجر محمد (41 سنة) ''الأرسيدي فقد مصداقيته، لم يعد مرغوبا فيه من طرف المواطنين، ومتخوف من النتائج السلبية التي سيتحصل عليها، لهذا قرر مقاطعة الانتخابات''، وهذا ما يؤكده إبراهيم (54 سنة) ''حزب السعيد سعدي لم يبقَ له إلا الاسم فقط، سبق وأن فقد مصداقيته سنة 1999 عندما تحالف مع النظام وخان منطقة القبائل، واليوم عندما تأكد من تراجع سمعته من طرف المواطنين لا يرغب في تأكيد ذلك ميدانيا، لهذا قاطع الانتخابات محاولة للتستر''· وذهب البعض من المواطنين إلى اعتبار حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية عميلا للنظام ويطبق أوامر ومهمات يقدمها بعض الجنرالات، وهنا يقول فرحات (32 سنة) ''الأرسيدي حزب عميل للنظام يطبق أوامر فوقية، فالكل أصبح مقتنعا بأن هذا الحزب من صنع الجنرالات الذين لا يزالون إلى اليوم يتحكمون فيه، لهذا فقد سمعته بمنطقة القبائل''، هذا ما صرح به سعيد (47 سنة) وهو مناضل سابق في الأرسيدي قبل أن يقدم استقالته ''الأرسيدي وجد نفسه متورطا مع النظام والشعب اكتشف لعبته القذرة، ولم يعد مرغوبا فيه إطلاقا منذ أحداث جانفي 2011 ومسيرات السبت التي كشف للشعب بأن هذا الحزب تآمر مع جهات في أحد أقطاب النظام لإخماد الثورة الشعبية بالجزائر للمطالبة بتغيير النظام''، ونفس الأمر يقوله كريم (41 سنة) وهو ناشط حقوقي ''منذ البداية توقعنا مقاطعة الأرسيدي للانتخابات التشريعية لأن الشعب الجزائري وخصوصا سكان منطقة القبائل لقنوه صفعة قوية بعد رفضهم الخروج معه في مسيرات السبت، وسعيد سعدي تأكد شخصيا أن حزبه فقد قيمته وسمعته''، ويضيف ''لو يشارك الأرسيدي في الانتخابات التشريعية المقبلة، سيتلقى صفعة أخرى أقوى، لهذا فضّل عدم المغامرة''·
واعتبر الكثير من الذين تحدثنا معهم أن مقاطعة الأرسيدي للتشريعيات بـ''لا حدث''، وأجمعوا على أن الأرسيدي لم يعد حزبا يمثل الشعب بل ''حزب المهمات والتلاعبات''·
ويرى الطرف الثاني من الذين تحدثنا إليهم، أن قرار الأرسيدي في مقاطعة الانتخابات جريء وصائب، وبحسبهم، فالانتخابات بالجزائر محسومة مسبقا وربطوها بالتزوير، ويقول فريد (33 سنة) ''الأرسيدي كان على صواب في المقاطعة، فلماذا يشارك في انتخابات محسومة مسبقا؟''، وهذا ما يقوله المواطن حميد (34 سنة) ''مقاعد البرلمان تمنح بالكوطة مسبقا، فالانتخابات تفتقد لكل شرعية، وأرى أن الأرسيدي على صواب في خيار المقاطعة''· ويذهب البعض الآخر أبعد من ذلك لاسيما منهم الموالين للأرسيدي، حيث اعتبروا قرار المقاطعة بتأكيد الحزب على مصداقيته ''مقاطعة الأرسيدي للانتخابات التشريعية القادمة دليل على مصداقية الحزب لأن في البلاد تغيب الديمقراطية والانتخابات تفتقد للشفافية والنزاهة'' بحسب تعبير المواطن سليم في الأربعين من عمره·
أما الوناس في الخمسين من عمره يقول ''رغم أن الأرسيدي لم يعد ذلك الحزب السابق إلا أني أعتبر قرار مقاطعته للتشريعات بالإيجابي والصائب لأن المشاركة تعطي صورة إيجابية للنظام، وأضاف قائلا ''أتمنى أن يقاطع أيضا الأفافاس والأحزاب الأخرى هذه الانتخابات''·
وأرجع بعض المواطنين قرار مقاطعة الأرسيدي للانتخابات إلى تخوفه من مقاطعة الشعب الجزائري في ذلك اليوم الحاسم·
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق