الأربعاء، 22 فيفري 2012

عقب مصادقة البرلمان الفرنسي على قانون تجريم "إهانة العملاء": المجاهد بورقعة لـ"الشروق": هنيئا للحركى...لقد نجحتم

في أول رد فعل للأسرة الثورية على تبني البرلمان الفرنسي، مشروع قانون يجرم "إهانة الحركى"، هنأ القيادي بالولاية الرابعة التاريخية المجاهد لخضر بورقعة بأسلوب ساخر الحركى قائلا لهم "هنيئا لكم...لقد نجحتم"، وأعرب عن تخوفه من استعمال هذا القانون ضد المجاهدين وجرهم إلى العدالة.
وأفاد بورقعة في تصريح لصحيفة "الشروق" ردا على مصادقة البرلمان الفرنسي على قانون تقدم به الحزب الحاكم "الاتحاد من أجل حركة شعبية"، ينص على معاقبة القذف والتشهير بالجزائريين الذين عملوا إلى جانب
فرنسا إبان الثورة التحريرية الذين يطلق عليهم محليا اسم "الحركى": "هنيئا   للحركى  ...لقد نجحتم"، وأضاف: "لحسن الحظ أن الأسرة الثورية في طريقها إلى التلاشي، أحسن لها من البقاء في ظل تراجع السيادة الوطنية".
وأكد المتحدث خشيته من  تمادي حزب ساركوزي ومعه الحركى على سن قانون يعاقب المجاهدين ويجرم شهداء الثورة التحريرية، معربا عن أمله في عدم انتقال ما وصفه بالعدوى من فرنسا إلى الجزائر من خلال تطبيق هذا القانون على التراب الجزائري، معتبرا المسألة بالخطر الذي يحدق بما  تبقى من الأسرة الثورية".
وجاء في هذا "المشروع ليحمل معلومات تكميلية حول القوات المتممة للجيش"، وسيمرر إلى مجلس الشيوخ من أجل قراءة ثانية يوم 27 فيفري الجاري، وقال بشأنه مقرر النص "إيلي عبود" عن الحزب الحاكم، إن "القانون سيدخل حيز التنفيذ بعد ذلك مباشرة".
وينص مشروع القانون على تنفيذ قانون 1881 حول حرية الصحافة الخاص بمعاقبة القذف والتشهير، حيث يعتبر الحركى جزءا لا يتجزأ من تشكيلات القوات المسلحة الفرنسية، ويعاقب بغرامة مالية تقدر بـ 12 ألف أورو عن الإهانة، و45 ألف أورو عن التشهير، كما يسمح لجمعيات الحركى وذويهم رفع دعاوى قضائية للحصول على تعويضات.
وكان مجلس الشيوخ الفرنسي قد صادق بالإجماع على قانون شبيه باستثناء الأعضاء الشيوعيين الذين رفضوا الانتخاب، وكان مجلس الشيوخ قد شمل في قانون فيفري 2005 العائدين إلى الجزائر، غير أن البرلمان الحالي لم يقم بذلك، ويبرر ذلك بأن هذا القانون يكمل قانون القوات المكملة للجيش الفرنسي رقم 1881 حول حرية الصحافة، هذا القانون لا يشمل الحركى المقيمين بالجزائر.
وتأتي هذه الخطوة بعد ثلاثة أيام من تصريحات الوزير الأول أحمد أويحيى التي أطلقها من وهران خلال الاحتفال بالذكرى 15 لتأسيس الارندي حول الموضوع، حيث قال إن "قانون تكريم الحركى مجرد محاولة من فرنسا لخلق استعمار حضاري لا يمكنه أن يمحو حجم الهمجية التي خلفت الملايين من الضحايا الجزائريين"، مضيفا بقوله "لنا شهداؤنا ولكم خونتكم".

السعيد عبادو: الحركة سيبقون خونة مهما كرمتهم فرنسا
من جهته شدد الأمين العام لمنظمة المجاهدين، السعيد عبادو، على أن الذين تعتبرهم فرنسا مقاتلين في صفوف الجيش الفرنسي، مجرد خونة بالنسبة للجزائريين باعوا وطنهم بأبخس الأثمان، وقال "بالنسبة لنا" فالمسألة واضحة، وموقفنا مبدئي لا غبار عليه، هؤلاء خونة".
ووجه عبادو كلامه لفرنسا قائلا" فليفعلوا ما يريدون، فالجزائر انتزعت استقلالها بتضحيات أبنائها"، مضيفا أن فرنسا كرمت الخونة، وذلك شأنها، مستشهدا بتصريح الوزير الأول احمد اويحي الذي قال فيه "لكم خونتكم ولنا شهدائنا".

رئيس الثلث الرئاسي بمجلس الأمة محمد بوخالفةتشريف الحركى حملة انتخابية لساركوزي
وعلق المجاهد محمد بوخالفة رئيس كتلة الثلث الرئاسي بمجلس الأمة، على تبني البرلمان الفرنسي لمشروع القانون قائلا" هؤلاء جزائريين ولكنهم قدموا خدماتهم للعدو..بالنسبة لنا هم لم يعودوا جزائريين"، وأضاف "الوطني سيبقى وطني والخائن سيبقى خائنا، والجزائريون لن ينسوا جرائم الحركى.
واعتبر بوخالفة مصادقة البرلمان الفرنسي على القانون حملة انتخابية أطلقها الحكام الحاليون لقصر الاليزيه، لكسب ود هذه الفئة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، لكنه نبه إلى خطورة قرار كهذا في المستقبل.
وتعليقا على عجز البرلمان الجزائري عن إصدار قانون يجرم الاستعمار الفرنسي، استعمل بوخالفة العبارة الفرنسية القائلة "السياسة هي فن الممكن"، في إشارة إلى أن المرحلة الحالية لا تسمح بإصدار قانون من هذا القبيل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق