اهتزّت منطقة (الشعايب) بتيزي وزو على وقع جريمة أقلّ ما يقال عنها إنها بشعة وسابقة خطيرة من نوعها، بعد العثور على جثّة الفتاة (أ· عقيلة) البالغة من العمر 17 سنة، وهي مقتولة ومجرّدة من أطرافها وبعض أعضائها الداخلية بعدما تمّ التنكيل بجثّتها، وهي الجريمة التي اعتبرها بعض سكان المنطقة أبشع جريمة وقعت في تيزي وزو·
الجريمة التي فسحت المجال للتخمين عن تواجد شبكة وطنية وقد تكون دولية للمتاجرة بالأعضاء البشرية في الجزائر أسالت الكثير من الحبر وفتحت المجال لجهات أجنبية لإنجاز تقارير عن ذلك، خاصّة بعدما تزامنت
القضية مع توقيف 4 أشخاص من قطاع الصحّة ربطت مباشرة القضية بأمرهم، وقيل إن مالك عيادة خاصّة متورّط رفقة ممرّضين في استئصال الأعضاء البشرية بغية المتاجرة بها، إلاّ أن المعني تمكّن من تبرئة ذمّته والكشف عن أسباب توقيفه، لتعاد القضية إلى نقطة الصفر· وبعد شهرين من الجريمة التي نفّذت وبإحكام، انهار أحد المتّهمين بعدما ساءت حالته النّفسية ولاحقه طيف الضحّية ليل نهار وكشف عن أولى خيوط الجريمة التي قادت إلى توقيف مقترفيها اللذين كانا طيلة الوقت أمام أعين الجميع، في حين تواصلت التحرّيات من قِبل مصالح الدرك الوطني لتقفّي أثار مرتكبيها، لتتبيّن الحقيقة التي كان وقعها أشدّ من حادثة القتل، إذ لم يكن بطلاها سوى شابّين في العشرين من العمر حينها، حيث قرّر أحدهما بمشورة الآخر وضع حدّ لحياة الضحّية بعدما اتّضح أنها تحمل طفله من علاقة غير شرعية، ولطمس أثار الفضيحة تقرّر بتاريخ 13 ماي 2011 قتل الفتاة والتخلّص من جثّتها حسب التفاصيل التي انفردت بها صحيفة " أخبار اليوم".
بقرية (الشعايب) ببلدية (مقلع) شرق مدينة تيزي وزو وفي ساعة مبكّرة من يوم الجمعة اتجهت الضحّية بقدميها إلى حتفها بمكان الجريمة على أمل إيجاد حلّ لحالتها وذلك بعد موعد مسبق اتّفق عليه ليلة قبل الوقائع، وخرجت من منزلها بحجّة اقتناء الخبز لكنها لم تعد· وتزامنت الحادثة مع فترة صعّدت خلالها الجماعات الإرهابية والإجرامية من عمليات الاختطاف، ما دفع الوالد إلى الخروج من أجل البحث عنها مستنفرا الأقارب والجيران، إلاّ أن الوضع تطلّب الاستنجاد بمصالح الأمن والتبليغ عن اختفائها. في تلك الأثناء كانت الضحّية قد قتلت في مستودع لتشحيم السيّارات في منزل المدعو (ن. عبد المجيد) بمعيّة (ل. خليفة) ونقلت على متن سيّارة إلى إحدى الأودية بـ (الشعايب)، أين تمّ رميها من جسر على ارتفاع 3 أمتار· وفي اليوم الموالي حملت الجثّة ثانية ونقلت إلى قرية (ثيمعسيلت) بـ (أغريب) دائرة (أزفون) وألقي بها في إحدى الشعاب قبل أن يعثر عليها أحد الفلاّحين الذي أبلغ مصالح الدرك الوطني عن ذلك· المتّهمان ولدى مثولهما أمس أمام محكمة الجنايات بتهمة القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصّد وممارسة عمل وحشي على جثّة وإخفاء جثّة، وفي جلسة مثيرة اهتزّ لها الحضور، حاول كلاهما التنصّل من المسؤولية المترتبة عن العمل الوحشي والهمجي الذي قاما به باتّهام كلّ واحد منهما للآخر.
حيث صرّح المتّهم الرئيسي (ن. عبد المجيد) بأن صديقه هو من أشار عليه بقتل الفتاة، وفي اللّيلة قبل الوقائع اتّصل بها (ل. خليفة) من هاتف المتّهم الأوّل وتواعد معها للالتقاء في مستودع منزله صبيحة يوم الجمعة، أين قام المتّهم الثاني بمفاجأتها بطعنة من الوراء. في حين انهار المتّهم الثاني محاولا إظهار الحقيقة التي كان هو الخيط الوحيد في الكشف عنها، حيث أخبر أحد أقارب الضحّية بالحقيقة بعدما ساءت حالته النّفسية لقاء مطاردة طيف الفتاة له منذ مقتلها، وعن يوم الوقائع صرّح بأن المتّهم طلبه بسرعة ولمّا اتجه إلى المستودع وجده ينهال عليها بقضيب حديدي على الرّأس، وبعدها طعنها بسكّين في مناطق متفرّقة من جسدها، وأمام هول الحادثة تجمّد في مكانه وبدافع التهديد بالقتل انصاع لأمر القاتل وساعده على حمل الجثّة ورميها، وقبل ذلك أخرج أحشاءها من بطنها، ثمّ عادا إليها في اليوم الموالي لتحويلها إلى أزفون، أين وجدا الضحّية قد جرّدتها الحيوانات المفترسة من يديها· ممثّل النيابة العامّة لدى محكمة الجنايات التمس إنزال عقوبة الإعدام في حقّ القاتلين نظرا لخطورة الوقائع التي أقدما عليها وهما في مقتبل العمر·
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق