كشف مصدر مؤكد "للشروق" أن مصالح الدرك الوطني بولاية إيليزي أوقفت المدعو )م. محمد 22 سنة) أحد الشباب الثلاثة الذين اختطفوا والي إيليزي محمد العيد خلفي قبل أسابيع واستنادا إلى المصادر موثوقة فإن المتهم مسبوق قضائيا ومحكوم عليه غيابا بـ20 سنة سجنا نافذا وفار من قبضة العدالة.
حسب نفس المصدر فإن المتهم سلم نفسه أمس، لمصالح الدرك الوطني بمنطقة صحراوية قريبة من الحدود الجزائرية الليبية، حيث تكفلت فرقة خاصة بتحويله إلى مقر الدرك الوطني ومباشرة التحقيقات معه حول قضية الاختطاف الأخيرة بعد أن ضمن وساطة أفراد من أسرته الكبيرة وأعمامه أغلبهم إطارات دولة.
وكانت مصالح الدرك الوطني قد باشرت الاتصال والمفاوضات مع الشاب المذكور بطريقة أمنية لم يكشف عنها، والمؤكد أنها ليست اتصالات هاتفية بالرجوع إلى مصدرنا، ويرجح أنها وساطة قادها خبراء الصحراء الكبرى من البدو الرحل الذين يعرفون المواقع المعقدة والمتشعبة على الحدود، كما ساهم عدد من العقلاء وأقارب المتهم بإقناعه بفكرة العدول عن البقاء في صحراء موحشة وضرورة العودة إلى أرض الوطن بعد تلقي هذا الأخير ضمانات لمحاكمة عادلة في مسقط رأسه إيليزي حسب ما نقلته صحيفة " الشروق" الجزائرية.
ومعلوم أن الجهات الأمنية قد تعرفت على المختطفين الثلاثة من بينهم المتهم الذي كان ملثما )بعمامة( ويقود السيارة التي اختطفت الوالي ويتحاشي النظر إلى رئيس المجلس الشعبي الولائي علي ماضوي وهو الشخصية الثانية من بين المختطفين الأربعة على متن نفس المركبة.
حيث تولى المتهم كذلك مهمة الاتصال بعائلة الوالي بعد اختطافه مباشرة وهو ما تم فعلا ومن بين ما قاله خلال المكالمة الهاتفية أنه يشعر بالظلم في قضية المتابعة القضائية التي حكم فيها غيابا.
ومكن الاستجواب الذي أجرته المصالح الأمنية المختصة مع الوالي إثر عودته إلى أرض الوطن قادما من الجارة ليبيا تحديد هوية المتهم بدقة، خاصة أنه تجرد من عمامته بمجرد وصوله رفقة زملائه التراب الليبي، وهو ما كشفه الوالي شخصيا وشهود عيان الذين أكدوا أن المتهم كان يرتدي العمامة التقليدية ويتجول في الدبداب صبيحة تنفيذ عملية الاختطاف.
وتشير المعلومات التي بحوزتنا إلى أن الطوق الأمني المشدد وعمليات التمشيط الواسعة على طول حدود 982 كلم التي تقودها قوافل من ثوار منطقتي درج والزنتان ونظرائهم من القوات المشتركة والجيش الجزائري ضيقت الخناق على الخاطفين، حيث لازالت الاتصالات جارية مع المتهمين الآخرين وهما )غ. ي( و)ق. م( لتسليم نفسيهما طواعية، سيما بعد إحساسهما بالذنب نظرا لفشلهم في تسليم الوالي لجماعة "أبو زيد".
يذكر أن أحد الفارين والمسمى )غ. ي( من الأشخاص الذين أقنعوا الوالي بالمجيء إلى الدبداب واستقبله وتناول معه وجبة الغداء صحبة بعض أعيان المنطقة قبل أن يتوارى عن الأنظار لتدبير عملية الاختطاف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق