خلفت التقلبات التي ضربت 40 ولاية على مدار ثلاث أيام حصيلة ثقيلة من الموتى والجرحى متسببة في وفاة 15 شخصا خلال 48ساعة الأخيرة بالإضافة إلى هلاك شخص جرفته مياه وادي الصفصاف بسكيكدة لم تعثر عليه مصالح الحماية إلى غاية الساعة، في الوقت الذي ارتفع فيه عدد الجرحى إلى 13 شخصا، كما تمكنت ذات المصالح من إجلاء عشرات العائلات التي حاصرتها الثلوج.وكشف المكلف بالإعلام بالمديرية العامة للحماية المدنية الملازم، نسيم برناوي، أن حوادث الاختناق بالغاز تسبب في وفاة 15 شخصا خلال 42 ساعة الأخيرة أين تم تسجيل حالتين بولاية الجلفة وحالتين بولاية سطيف وحالة واحدة بولاية غليزان.
فيما تم إسعاف 9 أشخاص، كما تسببت الاضطرابات الجوية التي تمس عدة ولايات من الوطن منذ يوم الخميس الماضي في وفاة أربعة أشخاص وإصابة 4 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة في 4 حوادث مرور. أما فيما يتعلق بالحوادث الناتجة عن المفرقعات نظرا لتزامن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف مع موجة البرد القارس التي ضربت أغلب ولايات الوطن، وقال ذات المتحدث أن مصالحه اعتادت على تسجيل حصيلة مرتفعة خلال السنوات الماضية، مشيرا إلى أن هذه السنة كانت حصيلة الجرحى فيها بسبب المفرقعات جد منخفضة مقارنة بالسنة المنصرمة، بسبب تزامن هذه المناسبة مع انخفاض محسوس في درجات الحرارة مما حرم الأطفال من شرائها. وقد سجلت مصالح الحماية المدنية منذ الخميس الماضي أزيد من 8 آلاف تدخل في عمليات إجلاء ونقل المرضى إلى المستشفيات جاءت أغلبها في إجلاء النساء الحوامل، العجزة والشيوخ المرضى. وحسب خلية الأزمة الموجودة على مستوى المديرية العامة للحماية المدنية، فإن الغاز تسبب في مقتل عدد كبير من المواطنين، في الوقت الذي يبقى فيه العامل الوقائي المتمثل في مراقبة أنابيب الغاز والمدافئ التي تتسبب في مقتل المئات نظرا لعدم التزام المواطنين بالتعليمات والحملات التحسيسية التي تحث المواطنين على مراقبة مدفئاتهم واستعمال أكثر من فتحة للتهوية قصد تجنب مثل هذه الكوارث حسب الرائد سعيد لحياني، وتحسبا لأية تدخلات طارئة نتيجة سوء الأحوال الجوية أقدمت المديرية العامة للحماية المدنية على مضاعفة أعداد أعوانها على مستوى وحداتها خاصة بالولايات التي تجتاحها موجة البرد إلى جانب تسخير الإمكانات المادية والبشرية بالعمل مع كل المصالح المعنية خاصة منها مديريات الأشغال العمومية التي تمد ذات المصالح بكاسحات الثلوج حسب ما أوردته صحيفة " النهار".
أزيد من 100 طريق وطني مقطوع وعشرات العائلات تبيت في خيم الحماية المدنية
لجأت العشرات من العائلات والمسافرين عبر الطرق الوطنية والولائية إلى الاحتماء بالخيم والمراكز المتقدمة لمصالح الحماية المدنية التي تم نصبها في مختلف الطرق الوطنية المقطوعة على غرار ولاية المدية التي شهدت احتجاز أكبر عدد من المسافرين القادمين من الولايات الجنوبية للوطن، غير أنهم تفاجؤوا بوجود كميات هائلة من الثلوج على مستوى الطريق الوطني رقم 1، ما ألزمهم العودة إلى ولاياتهم أو الاحتماء بالخيم التي تقيمها مصالح الحماية المدنية بعدد من النقاط المتحركة بالطريق الوطني رقم واحد، وقد أجلت مصالح الحماية المدنية بالمدية 7 نساء حوامل من مختلف القرى والمداشر حاصرتهم الثلوج باستعمال الكاسحات الخاصة، وقد رفعت بذلك مصالح الحماية المدنية عبر 40 ولاية كاملة درجات تأهبها إلى الدرجة الأولى قصد تدخل كل الأعوان الذين ألزمهم المدير العام للحماية المدنية بالتواجد في أماكن عملهم إلى غاية انتهاء الاضطرابات الجوية.
أزمة سيولة في مكاتب البريد وانقطاع الشبكة يؤزّم الوضع
تسبّبت الثلوج والأمطار المتساقطة على معظم ولايات الوطن منذ الخميس الماضي في تجدد أزمة السيولة بأغلب المكاتب خاصة منها الموجودة في الولايات المعزولة والقرى والمداشر التي تحاصرها الثلوج منذ عدة أيام، وما زاد من حدّة المشكل انقطاع الشبكة على عدد من المكاتب الشرقية للوطن. وقالت المصادر التي أوردت الخبر لـ''النهار''، أن أزمة سيولة خانقة بعدد من ولايات الوطن تجددت بسبب صعوبة وصول شاحنات تزويد مكاتب البريد إلى عدة ولايات بشرق الوطن، قصد تزويدها بالسيولة اللازمة، في الوقت الذي شهدت مكاتب المدية، الجلفة وعدد من الولايات الشرقية من بينها سطيف، ميلة، تبسة، باتنة وسوق أهراس، حالة من الشلل نظرا إلى أزمة السيولة التي تعاني منها بسبب عدم تزودها بالسيولة اللازمة على مدار أربعة أيام كاملة. وقد زاد من تفاقم المشكل عدم تمكن شاحنات نقل الأموال من التنقل إلى أزيد من 20 ولاية حاصرتها الثلوج على مدار ٤ أيام كاملة، وهو ما خلق موجة من الاستياء وسط المواطنين الذين عانوا الأمرين من أجل سحب أموالهم لقضاء عطلة المولد النبوي الشريف التي تناسبت مع موجة غير مسبوقة من البرد القارس والثلوج والأمطار التي تساقطت على الوطن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق