الجمعة، 6 جانفي 2012

الجزائر: أحزاب‭ ‬متخوفة‭ ‬من‭ ‬التزوير‭ ‬وأخرى‭ ‬تطعن‭ ‬في‭ ‬أرقام‭ ‬الداخلية‭ ‬وتحذر.. ستة ملايين‭ ‬ناخب‭ ‬‮"‬وهمي‮"‬‭ ‬لإنجاح‭ ‬تزوير‭ ‬الانتخابات


أثار حجم الوعاء الانتخابي الذي قدرته مصالح وزارة الداخلية، مؤخرا بحوالي 21 مليون ناخب بعد إحصاء ما لا يقل عن 4 ملايين ناخب جديد، شكوك الأفانا والنهضة وحركة الإصلاح الوطني وكذا حزب العدالة والتنمية غير المعتمد.

وعادت قضية الحجم الفعلي للقوائم الانتخابية لتطفو إلى السطح مع اقتراب موعد تنظيم الانتخابات التشريعية القادمة التي ستجري منتصف ماي القادم، وذلك بعد أن أثارها الرئيس السابق لحركة الإصلاح، عبد الله جاب الله،  في الانتخابات الرئاسية لـ 2004 .
 ويقول العضو القيادي في هذه التشكيلة الجديدة عبد الغفور سعدي في تصريح لـ "الشروق"، بأن الإعلان عن إحصاء 21 مليون ناخب هو سبب كاف لإثارة المخاوف والقلق بشأن مدى نزاهة وشفافية الانتخابات المقبلة، قائلا بأن الرقم جد ضخم وهو يعد من المداخل الأساسية للتزوير ويصطدم مع إرادة النظام في إقامة انتخابات نزيهة، لذلك "فإن من مصلحة السلطة إعادة القوائم الانتخابية إلى حجمها الطبيعي مقدرا العدد الحقيقي للوعاء الانتخابي بـ 15 مليون شخص على الأكثر"، متحدثا عن تضخيم قوائم الناخبين بحوالي 6 ملايين ناخب وهمي.
ويؤكد رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية، موسى تواتي، بأن إحصاء 21 مليون "هو رقم مضخم، لأن العدد الإجمالي للسكان هو في حدود 35 مليون نسمة"، متسائلا "فكيف يبلغ عدد الناخبين 21 مليون شخص"، وهو يرى بأنه إلى غاية اليوم لم تعط الجهات المسؤولة الحقيقة، "فهل عدد الكهول يفوق في الجزائر عدد الأطفال"، موضحا بأن عدد الناخبين يتراوح ما بين 15 و18 مليون شخص، معلنا عن اتخاذ حزبه بعض التدابير للدفاع عن أصواته خلال الانتخابات التشريعية القادمة، بينها التدقيق في القوائم الانتخابية، معلنا بأن الأقراص المضغوطة التي تسلمتها الأفانا‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬الأخيرة‭ ‬المتضمنة‭ ‬قوائم‭ ‬الناخبين،‭ ‬كانت‭ ‬تحمل‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التناقضات،‭ ‬أبرزها‭ ‬وجود‭ ‬متوفين‭ ‬ومسجونين‭ ‬ومهاجرين‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬ضمن‭ ‬المعنيين‭ ‬بالتصويت‭.‬
ودعا فاتح ربيعي الأمين العام لحركة النهضة، إلى إنشاء هيئة مستقلة للإشراف على العملية الانتخابية بدل الإدارة، "التي عليها الاكتفاء بتوفير الوسائل والإمكانيات فحسب، لأنها متحزبة وغير محايدة"، وقال بأن تضخيم قوائم الناخبين تعد من التخوفات المطروحة في حركة النهضة،‭ ‬‮"‬كما‭ ‬أن‭ ‬الأرقام‭ ‬في‭ ‬الجزائر‭ ‬يطغى‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬التضخيم،‭ ‬لهذا‭ ‬نحن‭ ‬نتخوف‭ ‬من‭ ‬التزوير‭ ‬الذكي‭ ‬عكس‭ ‬الذي‭ ‬حدث‭ ‬سنة‭ ‬97‭ ‬حينما‭ ‬تم‭ ‬ملء‭ ‬الصناديق‭ ‬بالأوراق‭ ‬الانتخابية‮"‬‭.‬
وتأسف الأمين العام لحركة الإصلاح الوطني، ميلود قادري، لكون الإدارة تعودت على التزوير، "وحتى لو أعطت الحقيقة فإن التخوف يبقى دائما واردا"، قائلا بأنه إذا كان عدد السكان في الجزائر يقارب 35 مليون نسمة فإن المنطقي هو أن عدد الناحبين يشكل نصف مجموع السكان، معربا‭ ‬عن‭ ‬أمله‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬التوازنات‭ ‬التي‭ ‬يعيشها‭ ‬العالم‭ ‬رادعا‭ ‬لتفادي‭ ‬التزوير‭.‬
لطيفة‭ ‬بلحاج الجزائر - الشروق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق