الثلاثاء، 31 جانفي 2012

الجزائر .. جريمة قتل تشعل مواجهات عنيفة بالشرافة

عاش حي سيدي الكبير، منذ الصباح الباكر، أعمال عنف متواصلة قام بها شباب الحي انتقاما من مقتل شاب يبلغ من العمر 25 سنة· خيوط القضية تعود إلى يوم السبت الماضي عندما فوجىء سكان الحي بقدوم مجموعة من الشباب وصل عددهم إلى 11 شابا ليلا على متن دراجات نارية وسيارات يحملون معهم خناجر وسيوف، وتوقفوا عند أحد شوارع الحي، وقاموا بالتحرش ببعض شباب الحي، مرددين كلمات بذيئة وكلاما قبيحا، الأمر الذي أربك قاطني الحي، حيث حاولوا التدخل من أجل إبعادهم، خاصة وأن أفراد هذه العصابة لجأوا إلى هذه السلوكات تحت وقع الخمر والمخدرات.
وحسب أحد الشهود الذي حضر الواقعة، فقد علمنا أن أفراد العصابة توافدوا على المنطقة في شكل جماعات صغيرة قبل أن يدخلوا في مناوشات كلامية مع بعض شباب الحي، ليتحول الأمر إلى مشادات جسدية، امتدت لتشمل شابا صاحب كشك صغير لبيع السجائر، حيث تقدم من الجماعة وطلب إخلاء المكان والكف عن الاستفزازات والكلام غير اللائق، إلا أن ذلك لم يثن من إصرار أفراد هذه الجماعة، وما لم يكن منتظرا حسب شهود عيان حدث، حيث تلقى الشاب صاحب الكشك طعنتين بالخنجر، الأولى أصابته على مستوى الظهر من طرف أحد أفراد العصابة لا يتعدى سنه 18 سنة، فيما تولى صديقه البالغ من العمر 22 سنة إكمال المهمة بتوجيه طعنة قاتلة إلى الضحية أردته قتيلا وسط ذهول سكان الحي حسب ما نقلته صحيفة " الجزائر نيوز".

الإفراج الذي أغضب شباب سيدي لكبير
بعد توقيف العصابة والتعرف على أصحابها، تبين أن أفرادها يقطنون بالشراقة وسط، وقد تم نقلهم جميعا (11 فردا) إلى مقر الشرطة قبل أن يودعوا السجن، وكل شيء كان يسير بصفة عادية، حيث شارك سكان الحي في تشييع جنازة الضحية حسب آراء بعض الذين شاركوا في الموكب·
وفي الوقت الذي كانت فيه عائلة الفقيد تنتظر محاكمة هذه العصابة التي أودت بحياة ابنها، فوجئت، أمس الاثنين، بإطلاق سراح خمسة من أفراد العصابة خرجوا إلى شوارع الشراقة في احتفالية أشعلوا فيها الشماريخ، وهو ما اعتبره سكان وشباب حي سيدي لكبير تحديا واضحا ونوعا من التحرش، مما أثار حفيظتهم وتساءلوا عن خلفيات إطلاق سراح هؤلاء القتلة في وقت قياسي، قبل أن تتم التحريات معهم لمعرفة ملابسات القضية، إذ لا يعقل حسب شقيق الضحية وأحد الشهود، أن يطلق سراح بعض أفراد هذه العصابة من السجن بعد يومين فقط من العملية البشعة التي ذهب ضحيتها ابن الحي صاحب الـ 25 عاما، وهو ما اعتبروه أمرا غير عادي، بل وذهب أحدهم إلى حد الجزم بأن الأشخاص المتورطين في عملية القتل تم إطلاق سراحهم بإيعاز من جهات لم يذكر اسمها، غير أنه ألمح إلى أنهم أبناء شخصيات نافذة·

المطالبة بحضور وكيل الجمهورية
من بين المطالب التي رفعها الشباب الغاضب في حي سيدي لكبير بأن يحضر وكيل الجمهورية إلى عين المكان والتحدث معهم حول ملابسات عملية إطلاق سراح خمسة أفراد من العصابة، أما المطلب الثاني فيتمثل في إعادتهم إلى السجن قصد المحاكمة، فيما كان الشعار الأخير الذي رفعوه هو تبيان الحقيقة ومعاقبة المتسببين في هذا الفعل الاجرامي الذي اهتزت له مدينة الشراقة التي عاشت، أمس، يوما غير عادي، حيث تم قطع الطرق على مستوى سيدي لكبير وأشعل الشباب النيران، فيما شهدت المنطقة تعزيزات أمنية كبيرة من طرف الدرك الوطني الذي أغلق بعض المنافذ المؤدية إلى وسط الشراقة والطرق المجاورة لحي سيدي لكبير·
وقد بقي الشباب الغاضب حوالي ست ساعات كاملة بمفترق طرق سيدي لكبير، وسط الدخان الكثيف الذي خيم على سماء المنطقة وبالضبط قبالة عناصر الدرك الوطني الذين أمهلوا الغاضبين من الشباب إلى غاية منتصف النهار والنصف قبل أن يقرروا مهاجمة المكان باستعمال الماء الساخن وكذلك القنابل المسيلة للدموع لتفريق مئات الشباب من كل الأعمار، فيما شهدت حركة المارة تذبذبا كبيرا بعد أن انتاب الخوف بعض المواطنين وخاصة تلاميذ المدارس الذين مروا بسرعة على مكان الأحداث·
وحسب بعض الشباب الذين تحدثنا إليهم، فإنهم يعتزمون معاودة الاعتصام وإشعال النيران اليوم إلى غاية الاستجابة إلى مطالبهم التي اختزلوها في إعادة الخمسة أفراد من العصابة المفرج عنهم إلى السجن ومحاكمتهم·

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق