عرف المركز الوطني للإنجاب الطبي المدعم بالمستشفى الجامعي نفيسة حمود بحسين داي، إقبالا واسعا من قبل الأزواج، حيث قصدوه من كافة ولايات الوطن، من أجل التسجيل في القائمة التي تم فتحها منذ 1996.والكل همهم الوحيد هو التمكن من رؤية فلذات أكبادهم ذات يوم، بعد أن استعصى على زيجاتهم الحمل بشكل طبيعي من جهة، والتلقيح على مستوى المراكز الخاصة من جهة أخرى لغلائها الكبير وعدم إعطائها لنتائج إيجابية في أغلب الأحيان.
ومن بين الحالات التي التقتها ''النهار''، خلال الجولة التي قادتها أمس إلى المركز، تلك التي تخص ''و. م'' 40 سنة، تقطن بالعاصمة، بمجرد أن بلغها خبر وجود مركز عمومي للتلقيح، توجهت منذ الساعات الأولى لأخذ موعد، علّها تنجب ابنة أو ابنا لها، حيث قالت لنا ''تزوجت منذ 12 سنة، ولم أتمكن من الحمل بطريقة طبيعية، زرت العديد من الأطباء والكل قدموا لي وعودا كاذبة، انتهت بقيامي بتزويج شريك حياتي، ليتبين أنه هو الآخر لديه مشكل، وبما أنّ إمكاناتنا محدودة جدا، ولا يمكننا العلاج لدى الخواص، سأنتظر إلى أن تنفذ مني آخر بويضة'' حسب ما نقلته صحيفة " النهار" الجزائرية.90 مليون لإنتاج بويضة ملقحة دون أي نتيجة إيجابية
أما حالة ''س. ع'' 32 سنة، من البويرة، كانت عرضة لاستنزاف كافة مدخراتها، إذ بعد3 سنوات من الزواج، لم تتمكن من الإنجاب بطريقة طبيعية، عانت الأمرّين مع حماتها، التي طردتها ووصفتها بالعاقر، إلا أن تمسك هذه الأخيرة بزوجها، دفعها للعودة إلى بيتها، بعد أن تبين أن المشكل كان فيه، وبما أن عادات وتقاليد العائلة لا تسمح بأن يكون هناك عيبا في الرجل، اضطر زوجها للقول أن العيب كان فيها، وعلى ذلك الأساس تنقلوا إلى مركز خاص للإنجاب المدعم، عل وعسى يمكنهم رؤية سلالتهم على وجه الأرض، إلا أن المحاولة الأولى باءت بالفشل، وكان الحال كذلك في المرة الثانية والثالثة، وقالت ''س. ع'' بحسرة كبيرة ''بالنظر إلى ضغوطات العائلة الرهيبة، وجدت نفسي مع ضرة نتقاسم غرفتين، إلا أن أمر زوجي انكشف، وانتهى به الأمر بتطليقها، وبمجرد أن سمعنا بوجود مركز عمومي، عاد إلينا الأمل لتحقيق حلم عمرنا، ورؤية طفل يملأ منزلنا فرحة، بعد أن سكنه الجمود والسكون، وزادته قسوة الحماة، لدرجة تحويله إلى جحيم لا يطاق''.
فرت من زوجها لعدم قدرته على الإنجاب
أما حالة الزوج ''ج. د''، فكانت هي الأخرى مؤثرة للغاية، إذ اضطرت الزوجة للهروب من منزل الزوجية، بعد زواج ست سنوات، لم يكلل بالإنجاب وعلى الرغم من أن الزوجة لم يتجاوز سنها 22 سنة، إلا أنه لم تعد تطيق العيش في منزلها، لدرجة فرارها منه، والحالات المماثلة كثيرة، إذ تجاوزت الزيجات في العديد منها سن الأربعين وهو الأمر، الذي يقف عائقا أمام التلقيح.
2000 زوج في قائمة الإنتظار والنساء فوق الأربعين غير قابلات للتلقيح
وفي هذا الشأن، أوضح فاتح بوكرب، المراقب الطبي لمصلحة أمراض النساء، أن المركز شرع في استقبال ملفات المرضى منذ سنة 1996، ومنذ ذلك الحين والأزواج يعودون بشكل مستمر من أجل برمجتهم للتلقيح، إلا أن الحلم لن يتحقق بالنسبة إليهم، وقال إن هناك حالات قصدت المركز عندما كان سن الزوجة لا يتجاوز 25 سنة، وبعد مرور 15 سنة لا يمكن التكفل بها، كون البويضات التي تفرزها غير صالحة للتلقيح كما أن فرصها لا تتجاوز 3 بالمائة، حيث تم تزويد المركز بأطباء نفسانيين لتحضير الحالات المعنية نفسيا وحمايتهم من الصدمة. وعلى الصعيد ذاته، أكد لنا ذات المتحدث أنه منذ الساعات الأولى التي انطلق فيها المركز، توافد عليه حوالي 10 أزواج، إذ قصدوه من واد سوف، جيجل، سطيف وغيرها من الولايات البعيدة، لتحقيق حلم راودهم منذ عدة سنوات، خاصةأنه مجاني وأغلب الأشخاص الذين تقدموا إلينا لا يملكون الإمكانات اللازمة للقيام بالإنجاب الطبي المدعم لدى الخواص.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق