الاثنين، 12 ديسمبر 2011

مصرع‭ ‬‮"‬العقل‭ ‬المدبّر‮"‬‭ ‬لتوسيع‭ ‬نشاط‭ ‬‮"‬القاعدة‮"‬‭ ‬بالساحل

 الجزائر - الشروق اليومي: ج‭/‬لعلامي
image
الصورة الوحيدة المتداولة لأبي خباب

‭‬خلف‭ ‬‮"‬البارا‮"‬‭ ‬وعرض‭ ‬على‭ ‬‮"‬دروكدال‮"‬‭ ‬تنفيذ‭ ‬تفجير‭ ‬انتحاري‭ ‬لمحاربة‭ ‬اليأس‭ ‬في‭ ‬التنظيم

قضت قوات مكافحة الإرهاب، على الإرهابي المسمى "نقية محمد البشير"، المكنى "عبد الحق أبو الخباب"، الذي كان مكلفا ضمن تنظيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، بإلحاق الإرهابيين التونسيين والليبيين الذي كانوا ينشطون ضمن التنظيم، إلى بلدانهم الأصلية بهدف توسيع دائرة‭ ‬النشاط‭ ‬الارهابي‭ ‬بكل‭ ‬من‭ ‬بلدان‭ ‬المغرب‭ ‬العربي‭ ‬ومنطقة‭ ‬الساحل‭.‬

  • "عبد الحق أبو الخباب"، الذي نصبه عماري صايفي، المدعو "عبد الرزاق البارا" (الموقوف)، خليفة له على رأس إمارة المنطقة الخامسة سابقا (منطقة الصحراء حاليا)، خطط لاغتنام فرصة الاقتتال في ليبيا، لتزويد رفقائه الإرهابيين بالأسلحة والذخيرة الحربية المهرّبة والمسرّبة‭ ‬من‭ ‬الأراضي‭ ‬الليبية،‭ ‬وهي‭ ‬المهمة‭ ‬التي‭ ‬قادته‭ ‬إلى‭ ‬مدينة‭ ‬وادي‭ ‬سوف،‭ ‬حيث‭ ‬تمّ‭ ‬القضاء‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬أجهزة‭ ‬الأمن‭ ‬المختصة‭ ‬بتاريخ‭ ‬4‭ ‬ديسمبر‭ ‬المنصرم‭.‬
    "أبو الخباب" افتكّ لنفسه مكانة خاصة ضمن فلول الجماعة الإرهابية، نظرا لخبرته الميدانية الطويلة وانتمائه لأول نواة فجّرت الإرهاب في الجزائر، بداية التسعينيات، فكان المدعو "نقية محمد البشير"، بمثابة "صمّام الأمان" لإمارة التنظيم الإرهابي، وكان "المثل الأعلى" لزلائه‭ ‬ضمن‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬‮"‬الجماعة‭ ‬السلفية‮"‬‭.‬
    وعلمت "الشروق" من مصادر مطلعة، أن "أبا الخباب" طلب من الأمير الوطني لتنظيم "القاعدة في المغرب الإسلامي"، المدعو "عبد المالك دروكدال" المكنى "عبد الودود"، التخلي عن إمارة كتيبة "طارق بن زياد" وتسليمها للإرهابي "عبد الحميد أبو زيد"، بغية تنفيذ عملية انتحارية‭ ‬‮"‬هدفها‭ ‬تشجيع‭ ‬الإرهابيين‭ ‬الآخرين،‭ ‬سيّما‭ ‬الوافدين‭ ‬الجدد‭ ‬للاقتداء‭ ‬به‮"‬،‭ ‬لكن‭ ‬طلبه‭ ‬قوبل‭ ‬بالرفض‭ ‬نظرا‭ ‬‮"‬للدور‭ ‬الحسّاس‭ ‬الذي‭ ‬بات‭ ‬يلعبه‮"‬‭ ‬في‭ ‬التنظيم‭ ‬الارهابي‭.‬
    المسمى "نقية محمد البشير"، من مواليد 1968، ينحدر من بلدة ڤمار بمنطقة وادي سوف، حامل لمستوى السنة الثالثة ثانوي، كان يعمل مساعد بناء، عرف بداية التسعينيات بميولاته الجهادية وتعاطفه مع الحزب المحل، وفي بداية التسعينيات، تولى الإرهابي المسمى "مسعودي عيسى" المكنى‭ ‬‮"‬الطيب‭ ‬الأفغاني‮"‬،‭ ‬بالإشراف‭ ‬على‭ ‬تأطيرهم‭ ‬وتدريبهم‭ ‬وتكوينهم‭ ‬تحضيرا‭ ‬لبداية‭ ‬العمل‭ ‬المسلح‭ ‬في‭ ‬الجزائر‭.‬
    تمكن "أبو الخباب"، بداية 1994، من الفرار رفقة مئات المساجين من سجن تازولت بباتنة، بعد توقيفه إثر الاعتداء الإرهابي الذي استهدف ثكنة عسكرية بڤمار بتاريخ 21 نوفمبر 1991، وبعد الفرار التحق بجبال عين كرشة بأم البواقي ومنها الى جبال تاغدة بباتنة، حيث كان يُعتبر‭ ‬الذراع‭ ‬الأيمن‭ ‬للإرهابي‭ ‬‮"‬نبيل‭ ‬صحرواي‮"‬،‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬أميرا‭ ‬للمنطقة‭ ‬الخامسة‭ ‬أنذاك‭.‬
    شغل "أبو الخباب" عدة مسؤوليات ضمن المنطقة الخامسة لتنظيم "الجماعة الإسلامية المسلحة"(الجيا)، ثم في "الجماعة السلفية"، أهمها أميرا لـ "كتيبة تاغدة ووستيلي" ومستخلفا للإرهابي "عبد الرزاق البارا"، حيث كان يلازمه في جميع تحركاته ويشاركه في تنفيذ جميع الاعتداءات‭ ‬والكمائن‭ ‬الإرهابية‭ ‬الكبرى‭.‬
    وقد كلفه "البارا" في 2002، باستقبال ونقل الإرهابي اليمني "أبو محمد" من مالي إلى الجبل الأبيض بتبسة وصولا إلى باتنة، في إطار التحضير لالتحاق "الجماعة السلفية" بتنظيم "القاعدة"، قبل أن يتم القضاء عليه.
    في 2003 تم تعيين "أبي الخباب" على رأس المنطقة الخامسة، بعد مغادرة "عبد الرزاق البارا" متجها الى الجنوب على رأس مجموعة إرهابية تابعة لكتيبة "طارق بن زياد" التي استقرت بالساحل الإفريقي إلى اليوم تحت إشراف الإرهابي "عبد الحميد أبي زيد"، وشارك "أبا الخباب" سنة 2005 في الجريمة التي استهدفت ثكنة المغيطي بموريطانيا، وفي 2008 قام باختطاف سائحين نمساويين بتونس وحوّلهما إلى شمال مالي، ليتمّ إطلاق سراحهما مقابل فدية، وكان وراء عديد الجرائم في حق مصالح الأمن والجيش والمواطنين العزل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق