الثلاثاء، 20 ديسمبر 2011

الجزائر.. زعيمة حزب العمال لويزة حنون تطالب وزارة الداخلية بتطهير قوائم الانتخابات البرلمانية القادمة من السلفيين

 الجزائر - الشروق: لخضر رزاوي/ سميرة بلعمري/ محمد مسلم / عبد الوهاب بوكروح
image
تصوير: بشير زمري

سنخرج للشارع إذا زوّرت الانتخابات

 

الارندي وُلد "بالشلاغم" بدعم داخلي وحزب جاب الله سيولد بدعم من الخارج

اعتبرت لويزة حنون أن حظوظ الإسلاميين في الوصول إلى السلطة في الجزائر تكاد تكون منعدمة، مستندة لدى استضافتها في فوروم الشروق على مجموعة من المؤشرات والحجج، جعلتها تضع حزبها بديلا وحيدا أمام الجزائريين في الوقت الراهن، وقالت إن النسبة التي سيحصل عليها جاب الله في التشريعيات ستكون "ترمومتر" قياس نزاهة الانتخابات مثلما كانت النسبة التي سجلها الأرندي في تشريعيات 97 ، وإن انتقدت قراءة أمين عام الآفلان لنتائج التشريعيات المقبلة فقد طالبت الإدارة بحماية القوائم الانتخابية من السلفيين وتوفير الضمانات التي بإمكانها إقناع الناخب بالتوجه لصناديق الاقتراع. وفيما خاضت حنون في الأسباب التي تجعلها تدعم بوتفليقة وتنتقد وزراءه أدرجت المواقف الأخيرة لحركة أبوجرة سلطاني في سياق رحلة البحث عن العذرية المفقودة.

حزب العمال البديل الوحيد عن الإسلاميين في الجزائر 

استغربت الأمينة العامة لحزب العمال، توقعات أمين عام جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم فوز الإسلاميين في الاستحقاقات المقبلة، بنسبة تتراوح بين 35 و40 بالمائة، وقالت: "اللهم إلا إذا كان الآفلان حزبا إسلاميا"، وأكدت أنه عكس هذا التيار في دول الجوار التي فازت لعدم وجود بدائل ديمقراطية، فإن التيار الإسلامي في الجزائر تفتت وتآكل.

وقالت حنون إذا كان "الأرندي "ولد بالشلاغم"، بدعم من الداخل، فإن حزب عبد الله جاب الله ''العدالة والتنمية " قيد التأسيس، إن فاز في الانتخابات القادمة فإنه حينها حزب ولد بالشلاغم بدعم خارجي، في إشارة منها إلى فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، أما الأحزاب الإسلامية المتواجدة في الساحة فلن تصنع الفارق، كما أن الأحزاب الجديدة لن تثري الساحة السياسية في البلاد، باعتبارها نتاج صراعات وانشقاقات داخل أحزاب موجودة.

وأوضحت لويزة حنون في منتدى "الشروق"، أن الإسلاميين في الجزائر مستحيل أن يحصلوا على النسبة التي توقعها بلخادم، مرجعة ذلك إلى كون الجزائريين جربوا الإسلاميين، وقالت الكل يعرف كيف تحولت بلديات الفيس إلى مراكز تجارية "بازارات"، وقالت إن البلديات أفقدتهم مليون صوت، مدرجة فوز الإسلاميين مؤخرا إلى غياب البدائل الديمقراطية، وأكدت أن 50 بالمائة من المغاربة لم يشاركوا في الانتخابات التشريعية الأخيرة، كما لم يتحصل حزب العدالة والتنمية الفائز على نسبة 10 بالمائة من الأصوات الناخبة، وهو نفس الشيء بالنسبة لتونس، حيث لم تتحصل النهضة سوى على 10 بالمائة من الأصوات، في حين فوز الإخوان في مصر و"الصعود المفاجئ " للسلفيين جاء لغياب بديل ديمقراطي.

وتعتقد حنون أن حزب العمال الذي تتزعمه سيكون البديل الديمقراطي الوحيد عن الأحزاب الإسلامية في الجزائر، عكس البلدان العربية التي عاشت ربيعها دون وجود أحزاب سياسية قادرة على ملء الفراغ، وربطت حنون احتمال نجاح التيار الإسلامي في الجزائر تيمنا بدول الجوار بشرطين لا ثالث لهما، الأول يتعلق بالتزوير الذي قالت بأنها لن تسكت عنه هذه المرة وأنها ستخرج إلى الشارع، أما الشرط الثاني فهو التدخل الأجنبي الذي يسعى إلى استنساخ النموذج التركي في بلدان المنطقة.

على الداخلية حماية القوائم الانتخابية من السلفيين المندسين

أكدت لويزة حنون أن منع السلفيين من الترشح للتشريعيات القادمة، مهمة الإدارة الأولى التي يتعين عليها مراقبة القوائم الانتخابية وتفحصها بتأن، حتى تمنع المندسين من السلفيين وتقطع طريقهم، واعتبرت أن قانون الأحزاب يمنع هؤلاء من الممارسة السياسية.

وقالت ضيفة منتدى الشروق التي اعتبرت أن خصوصية النظام والوضع في الجزائر يقضي على أحلام الإسلاميين في الوصول الى السلطة، أن الإدارة مطالبة بحماية البلاد من خطر السلفيين وتطهير القوائم الإنتخابية منهم، وذلك ردا على سؤال بخصوص المفاجأة التي أحدثها التيار السلفي في تشريعيات مصر، رغم أن هذا التيار يشكل خطورة أكبر في الجزائر مقارنة بمصر.

وإن استغربت حنون السؤال عن خطر السلفيين من باب أن هؤلاء ممنوعين من ممارسة السياسة في الجزائر حسب وجهة نظرها، فقد حذرت الإدارة واعتبرت أن مهمتها الرئيسية تمحيص القوائم والتحري في ماضي المترشحين لقطع طريق المندسين من هؤلاء.

وإن فندت أي مخاوف لديها من حظوظ الإسلاميين، ونعتتها بالأحزاب الضعيفة فقد فضلت أن تضع خطا فاصلا بين الإسلاميين المعتدلين وبين المتشددين من نفس التيار وقالت نعرف جيدا المعتدلين، وتعاملنا معهم، كما ندرك محاولات من يلهث لركوب الاعتدال، في إشارة منها الى عبد الله جاب الله، وهنا أثنت حنون على بعض مواقف نواب حركة مجتمع السلم في تعاطيها مع قوانين الإصلاح السياسي، وإن وضعت صحوة حمس ومحاولات الاستدراك ببعض المواقف في إطار إنقاذ ما يمكن إنقاذه، قبل فوات الأوان، إذ قالت صراحة حنون "حمس في رحلة للبحث عن استرجاع العذرية المفقودة"

وفي سياق الرد على المشككين في النظام البرلماني، قالت حنون إنه النظام الأمثل وصمام الأمان والخطر على الجزائر هو من يفرض بقاءه بالقوة ويقول "نبقى أنا وإلا نحرقها" في رد صريح على رئيس المجلس الشعبي الذي اعتبر النظام البرلماني خطرا على الجزائر، مشيرة إلى أن مواقف بعض الوزراء طيلة العهدة التشريعية التي تدنو من الإنتهاء كانت أشرف من مواقف النواب.

     

الأفافاس الأقرب إلينا وفي الضرورة سيكون حليفنا 

استبعدت لويزة حنون فكرة التحالف مع كل التشكيلات، عدا جبهة القوى الاشتراكية، الذي يرأسه الزعيم التاريخي، حسين آيت أحمد، التي اعتبرتها الأقرب من بين التشكيلات التي تنشط في الساحة، للتحالف معها إذا فازت في الانتخابات المقبلة واضطرت للبحث عن شريك سياسي.

وقالت: "نختلف مع الإسلاميين في الكثير من المسائل السياسية والبرامجية، ونعتقد أن حزب الجبهة القوى الاشتراكية يتقاسم مع حزبنا الكثير من التوجهات"، غير أنها لم تغلق الباب بصفة نهائية، عندما أكدت أنه يمكن الالتقاء على حكومة تكنوقراطية بعد الاتفاق على السياسة المطبقة.

وبشأن تحالفها السابق مع حزب أويحيى في انتخابات مجلس الأمة، قالت حنون إن "ذلك التحالف كان ظرفيا، والطرف الآخر، نقض العهد، وبالتالي لا يمكن تكرار هذه التجربة الفاشلة".

 

 

الفساد في الجزائر أقرب منه في تونس ومصر قبل سقوط بن علي ومبارك

طالبت لويزة حنون الأمينة العامة لحزب العمال، بمحاكمة المسؤولين عن تحطيم القطاع الصناعي الوطني خلال العشرية الأخيرة، بعدما تبين للجميع فشل الخيارات الليبرالية التي كانت قائمة على خوصصة شركات القطاع العام والتنازل عن بعضها في ظروف غير شفافة، مشددة على ضرورة تقديم حصيلة للخوصصة التي لم تسلم منها القطاعات الإستراتيجية ومنها مركب الحجار.

وأكدت لويزة حنون، على ضرورة فتح نقاش وطني حول التوجهات الاقتصادية الكبرى للبلاد في خضم التحولات الهيكلية التي يعرفها الاقتصاد العالمي جراء الأزمة العميقة التي تعصف بالاقتصاديات الأمريكية والأوروبية، مؤكدة أن الجزائر توجد في قلب الأزمة الاقتصادية العالمية لجملة من الأسباب، منها تراجع الطلب العالمي على الطاقة ووجود احتياطات الصرف الجزائرية في البنوك الأمريكية والأوروبية وزيادة التهديدات المتعلقة بالتدخل الغربي في دول منطقة شمال إفريقيا للاستحواذ على الموارد الطاقوية والمالية التي تتوفر عليها بعض دول المنطقة ومنها الجزائر التي تتعرض إلى ضغوط حقيقية من أمريكا والاتحاد الأوروبي.

وانتقدت حنون مجددا النتائج الكارثية لاتفاق الشراكة على الاقتصاد الجزائري، بعد 7 سنوات من دخول الاتفاق حيز التنفيذ، منتقدة السعي الحثيث للحكومة ورغبتها الملحة في الدخول إلى منظمة التجارة العالمية، وهو الدخول الذي تعتبره حنون بوابة للاقتصاديات الغربية في استنزاف الاقتصاد الجزائري والسيطرة على مقدراته تحت مسمى حرية المبادلات التجارية.   

وانتقدت الأمينة العامة لحزب العمال ما سمته بالانتشار الفادح لرقعة الفساد في الجزائر، وقالت إنها لا تعتقد أن الجزائر بعيدة عن الوضع الذي كانت عليه تونس ومصر بخصوص الانتشار الرهيب للفساد خلال حكم الرئيسين زين العابدين بن علي وحسني مبارك على التوالي، مشيرة إلى أن الفساد أصبح يعش في دواليب الدولة وعلى كل المستويات، وهو مكمن الخوف.

ورفضت حنون الكشف عن الأسماء أو القطاعات الفاسدة، مكتفية بالقول، إن الجميع يعرف أن ابنة فلان تسيطر على القطاع الفلاني وأن ابن فلان يسيطر على قطاع آخر، مشككة في وجود نية حقيقية لمحاربة الفساد.

وفي سؤال حول أسباب فشل البرلمان الحالي في ممارسة مهامه الرقابية المتعلقة بحماية العام ومكافحة الفساد، قالت حنون، إن البرلمان الذي جاء بالتزوير لا يمكنه محاربة الفساد ولا حماية المال العام من نواب وصلوا إلى البرلمان بالشكارة والتزوير.

 

سنخرج للشارع إذا زوّرت الانتخابات

قالت الأمينة العامة لحزب العمال، السيدة لويزة حنون، إن المجلس الشعبي الوطني الذي سيتمخض عن الانتخابات التشريعية، "سيكون مجلسا تأسيسيا لأنه سيضع أولى اللبنات لإرساء قواعد الجمهورية الثانية، وهو الدستور".

وذكرت حنون في منتدى الشروق: "المجلس المقبل سيكون تأسيسيا وكبار المسؤولين في الدولة على علم بذلك، شئنا أم أبينا"، وشددت على ضرورة أن تكون الانتخابات التشريعية المقبلة "نزيهة وشفافة، حتى تخرّج لنا برلمانا شرعيا يكون في مستوى المسؤوليات الملقاة على عاتقه"، وهذا برأي زعيمة حزب العمال لا يمر إلا عبر ضمانات يتعين على رئيس الجمهورية الالتزام بها".

وأضافت حنون: "شفافية صناديق الانتخابات التي قررت الحكومة استعمالها في الاستحقاقات المقبلة، لا تكفي وحدها لضمان نزاهة الانتخابات، كما لا يكفي أيضا حضور المراقبين الدوليين، فالرئيس والجزائريون هم القادرون على توفير الحماية اللازمة"، مشددة على ضرورة إدراج ممثلين عن الأحزاب والقوائم الانتخابية، في لجان المراقبة التي يترأسها القضاة في كل مكاتب الاقتراع، مع وضع صور رؤساء الأحزاب على أوراق الانتخابات.

وعبرت زعيمة حزب العمال عن تخوفها الكبير من إمكانية حصول عمليات تزوير في التشريعيات المقبلة، إذا لم يستعمل الرئيس كافة صلاحياته في الالتزام بالوعود التي أطلقها في اجتماع مجلس الوزراء الأخير، لضمان شفافية ونزاهة الاستحقاق الانتخابي، الذي يعتبر عاملا حاسما في إقناع الناخبين بالذهاب لصناديق الاقتراع.

وهددت حنون بالخروج للشارع في حال حصول عمليات تزوير، وقالت: "تحملنا عناء السكوت في انتخابات 1997، و2002 و2007، نظرا للاعتبارات الظرفية التي كانت تمر بها البلاد، لكننا لن نسمح بهذه التجاوزات مستقبلا، وذلك إيمانا منا بأن وقوع تزوير سيعطي الفرصة للمتربصين في الخارج كي يتدخلوا في شؤوننا الداخلية".

وعلى الرغم من تأكيد الرئيس في خطابه الأخير بالأغواط رضاه وتمسكه بالصيغة النهائية للقوانين المشرعة للإصلاحات، إلا أن لويزة لا زالت تؤمن بإمكانية إقدام رئيس الجمهورية على القيام بقراءة ثانية للإصلاحات، بعد خروجها من البرلمان". ضيفة "الشروق" اعتبرت الضربة التي تعرضت لها الإصلاحات، نتيجة طبيعية لاستمرار العقلية التي لا زال يحكمها منطق التزوير على مستوى السلطة، وقالت: "الإصلاحات جاءت مخيّبة، وأعتقد أنه لا يمكن إرساء إصلاحات جادة بمؤسسات وعقليات قديمة".

على الساخن:

 

 هل ستترشح حنون مجددا لرئاسيات 2014 ؟

== الحديث عن الرئاسيات سابق لأوانه، ونناضل من أجل مجلس تأسيسي  

 كيف ستتعامل حنون الرئيسة مع الدول التي تسميها الأمبريالية؟

 سأتعامل مع جميع الدول عدا الكيان الإسرائيلي ولن نعيش في عزلة عن العالم

 لماذا تزعجك صفة التروتسكية؟

 شرف أن أكون تروتسكية ومتعاطفة معهم، غير أن حزبنا ليس كذلك وإطلاق هذه الصفة علينا مساسا بالحزب.

 هناك من اعتبر دخولكم رئاسيات 2009، صفقة تحت الطلب؟

 لم نشتر يوما ولم نبِع، وكيف أبرم صفقة يستهدفني فيها التزوير..!!؟

 هناك من يعتبرك ديكتاتورية، بماذا تردين؟

 افتراء وأنا أمينة حزب منتخبة بكل شفافية

= تتعاطفين مع الرئيس وتنتقدين وزراءه، رغم أنهم لا يعدون سوى أداة في يده، ما سر ذلك؟

 أدعم الرئيس في حمايته للدولة، وأكبر مواقف بعض الوزراء ونحارب آخرين..

 ما رأيكم في من يعتبر النظام البرلماني خطرا على الجزائر؟

 الخطر على الجزائر هو الاعتقاد ببقائي أنا أو لا أحد.

 هل ندمت يوما على اختيارك ممارسة السياسة؟

 أبدا رغم أنه لم يكن أمامي خيار آخر بعد خروجي من السجن.

 لو لم تكن حنون زعيمة حزب سياسي، ماذا كانت ستكون؟

 كنت سأكون راوية قصص، لأن ذاكرتي قوية وأحب هذه المهنة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق