الثلاثاء، 20 ديسمبر 2011

ورقة بدأها من “سانت ايجيديو” ويعيدها اليوم مع هبوب رياح “ربيع الإسلاميين.. بلخادم يغازل أنصار الحزب المحل لكسب أصوات الإسلاميين في التشريعيات الجزائرية القادمة


 

اعترف عدد من قياديي حزب جبهة التحرير الوطني، بأن وجود بعض أنصار الحزب المحل غير المتورطين في أعمال الإرهاب، في الأفالان، مرده إلى الرعاية التي وفرها لهم الأمين العام للحزب، عبد العزيز بلخادم، منذ أن كان عضوا في المكتب السياسي للأفالان.

أكد القياديون الذين اقتربت منهم "الفجر"، أن بلخادم أمّن لبعض وجوه الجبهة الإسلامية المُحلّة، الطريق لدخول صفوف الحزب، معتبرين أن عدد هؤلاء الآن بالمئات، وبعضهم يوجد على رأس محافظات كإحدى محافظات شرق العاصمة، وبولايات الجنوب وباللجنة المركزية للحزب، وبرروا الأمر بمواقف التعاطف التي أظهرها بلخادم مع أنصار "الفيس"، دشنها بدعمه للقاء سانت ايجيديو، ولعدم توقيف المسار الانتخابي، غير أن الجهر بها علنا لا يمكن أن يكون بمعزل عن حرص الأفالان على توظيف هذه الورقة في ظل هبوب رياح تغيير الربيع العربي وقوة شوكة الإسلاميين، قصد كسب جزء من أصوات الوعاء الانتخابي الإسلامي بالجزائر. وأكد قيادات الحزب الذين سألتهم "الفجر"، أن تواجد أنصار الحزب المحل، بحزب جبهة التحرير الوطني، ليس بالأمر الغريب على الحزب، لأن عددا كبيرا من هؤلاء انخرطوا في صفوف الحزب بالقواعد وعلى مراحل مختلفة، وهناك من غيروا إقاماتهم، مما يصعب على المناضلين كشف عددهم الحقيقي بدقة.

كما أكدوا أن المتواجدين على رأس المحافظات أو القسمات واللجنة المركزية، لا يمكنهم التخفي مهما حاولوا ذلك، مشيرين إلى أن قواعد الحزب، على غرار باب الوادي والحراش وباش جراح وحدها تضم عدد لا بأس به من الأنصار السابقين للحزب المحلّ، فضلا عن تواجد مكثف لهم، بقواعد الحزب بولاية غرداية وتيارت، وغيرها من مناطق الوطن.

وحتى وإن كانت عملية الوساطة التي قام بها الأمين العام للحزب والهاشمي سحنوني، لاستكمال مسار المصالحة الوطنية، في إطار المهام التي كلفه بها الرئيس، لطي صفحة سنوات الإرهاب، إلا أن اختيار الأمين العام للأفالان، باعتباره الممثل الشخصي للرئيس، لا يمكن أن تكون بمعزل عن خلفيته وميولاته للتيار الإسلامي، وإمكانية تواصله الجيد مع ممثليه، خاصة وأن مستشار الرئيس المكلف بقضايا الإرهاب وحقوق الإنسان، عبد الرزاق بارة، كان من الممكن أن يؤدي هو الآخر هذه المهمة لو كلفه بها الرئيس.

والمؤكد أن سبب جهر بلخادم بهذه المعلومة في هذا الظرف بعد أن تكتم عليها طويلا، ليس بالاختيار الاعتباطي أو العشوائي، إذا ما أخذنا السياق الزمني لرياح الربيع العربي، التي أعادت للتيار الإسلامي نشوته وقوت شوكته، أكثر من أي وقت مضى، وهو ما يدل على أن بلخادم أراد تسويق فكرة تفتحه على الإسلاميين، وأن بيت الأفالان لا يضيق بهم، وهو الذي اتسع لهم في أحلك السنوات ومنحهم الفرصة لإعادة التجربة والدخول في النضال السياسي مجددا، وهي ورقة لا يمكن تفسيرها بمعزل عن  السباق المحموم للاستحقاقات المقبلة، التي بدأت التيارات الإسلامية تؤكد أن حظوظها كبيرة فيها ما لم يحدث تزوير، خاصة وأن دخول المنافس الشرس الشيخ عبد الله جاب الله، سيقلب الموازين على الأفالان، كون مشاركة الشيخ، لا يمكن أن تكون في نفس مستوى مشاركة حمس والنهضة والإصلاح مجتمعة، بالنظر لشخصية الشيخ الكارزمية وبقائه دائما في صف المعارضة ما يجعل جميع الحظوظ في صالحه.

وفي رده على سؤال "الفجر" حول وجود أنصار سابقين للفيس المحل بالأرندي، قال الناطق الرسمي للأرندي، ميلود شرفي "إن الأمر عادي ولا نرى أين وجه الغرابة هنا"، مكتفيا بهذا القدر من الإجابة.

أما الناطق الرسمي لحركة مجتمع السلم، محمد جمعة، فأكد أن الحركة تضم أيضا عددا من أنصار الحزب المحلّ غير المتورطين في الأعمال الإرهابية أو أولئك الذين لديهم سوابق عدلية مهما كان نوعها، مشيرا إلى أن الحزب لا يمكنه أن يراقب بشكل دقيق جميع الملفات. وواصل أن عملية الفحص والتدقيق في ملفات القيادات أمر إلزامي، وهو ما جعل، حسبه، جميع قيادات حمس من أعضاء المكتب الوطني أو رؤساء المكاتب الولائية ومجلس الشورى، لا تضم عناصر من الأنصار السابقين للحزب المحل. وأضاف جمعة "لكن ما عدا ذلك لا يمكن مراقبته ونحن نكتفي بأن لا يكون المنخرط متورطا قضائيا أو في إحدى قضايا الإرهاب أو الفساد".

وإلى غاية حلول موعد الانتخابات لسنة 2012، ستكون هناك مفاجآت وأوراق أخرى ستكشف عنها قادة الأحزاب السياسية حسب طبيعة الظرف لتحقيق هدف واحد وهو الوصول إلى الحكم.

 

شريفة عابد الجزائر - الفجر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق