الجمعة، 23 ديسمبر 2011

الجزائر: دفاع‭ ‬قاتل المدير العام للأمن الوطني‭ ‬ينسحب‭ ‬من‭ ‬الجلسة‭ ‬بعد‭ ‬خلاف‭ ‬مع‭ ‬القاضي

image
شعيب ولطاش المتهم بقتل علي تونسي المدير العام السابق للأمن الجزائري

استجاب أمس قاضي الغرفة الجزائية الثامنة بمجلس قضاء العاصمة هلالي الطيب لطلبات المتهمين في قضية تبديد أموال عمومية من المديرية العامة، والرامية إلى تأجيل جلسة الاستئناف والتمسك بحضور دفاعهم، حيث تأجلت القضية إلى 19 جانفي المقبل، وهذا بعدما انسحب المحامون المتأسسون في حق العقيد ولطاش شعيب وإطارات شركة "أبي. أم" وإطارات الشرطة بسبب رفض رئيس الجلسة لطلباتهم المتعلقة بإحضار تقارير المفتشية العامة التي تم بموجبها تحريك الدعوى العمومية، واستدعاء المفتش العام لمديرية الأمن الوطني السيد "ق،ا" الذي تولى مهمة تحرير التقارير‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬طلب‭ ‬الراحل‭ ‬علي‭ ‬تونسي‭. ‬

ويعتبر هذا التأجيل الثاني من نوعه الذي يطال القضية التي لا تزال تثير الكثير من الجدل خاصة،  بعدما تم الحكم على المتورطين من قبل المحكمة الابتدائية سيدي أمحمد يوم 9 نوفمبر المنصرم، بعقوبات متفاوتة ما بين ثلاث وست وسبع سنوات، فيما نال متهمان فقط البراءة، وهذا عن تهم إبرام صفقات مخالفة للتشريع وإعطاء امتيازات غير مبررة للغير، حيث جدد دفاع المتهمين أمس طلباتهم المتعلقة بالحصول على الوثائق الخاصة بالتحقيق، والتي تم ذكرها في أمر الإحالة، معتبرين إخفائها "هو مساس جسيم بحق الدفاع"، ليرد القاضي عليهم بالقول:"الوثائق التي تطالبون بها غير موجودة"، ليتدخل المتهم ولطاش شعيب ويخبر القاضي قائلا :"هناك تقرير عملته المفتشية العامة، ويؤكد أن الصفقات قانونية، وليست هذه الصفقة الأولى التي  ننجزها هناك أكثر من 100 صفقة، لماذا هذه الصفقة بالذات يشملها التحقيق"، فيرد عليه القاضي مطمئنا‭:‬‮"‬أنا‭ ‬هنا‭ ‬لأحكم‭ ‬بالقانون،‭ ‬وحضرت‭ ‬لأسمعكم‭ ‬بنية‭ ‬صادقة،‭ ‬ما‭ ‬تقلقش‭ ‬روحك‭ ‬يا‭ ‬سي‭ ‬ولطاش‭ ‬إن‭ ‬كنت‭ ‬بريئا‮"‬‭.‬
وفي هذا السياق، أكد النائب العام على أن تقرير المفتشية لا وجود له، وأن التحقيق لم يعتمد على أي تقرير، وإنما على تصريحات المتهمين، والشهود، وأنه لا يوجد في محضر الجرد الخاص بقاضي التحقيق، ليقوم برفض طلبات الدفاع المقدمة في الدفع الشكلي.
فيما شددّت هيئة الدفاع على ضرورة استدعاء المفتش العام بالمديرية العامة للأمن الوطني الذي قام بتحرير التقرير المفقود في القضية، والذي يعتبر مفتاح اللغز ومعه دليل براءة المتهمين - على حد قول الدفاع- غير أن قاضي الجلسة رفض طلباتهم،
وفضّل المضي في محاكمة المتهمين، خاصة أنه أجل القضية من قبل لغرض تخصيص جلسة خاصة، إلا أن المحامين ردوا على ذلك بانسحابهم من الجلسة، وهو الإجراء الذي اعتبره الرئيس غير قانوني، ليضطر أخيرا لتأجيل المحاكمة بعد تمسك المتهمين بدفاعهم، مشددا على أنه لن يؤجل القضية‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬حتى‭ ‬ولو‭ ‬غاب‭ ‬المحامون‭. ‬
وتجدر الإشارة إلى أن تحريك الدعوى العمومية في هذه القضية جاء عقب مقتل علي تونسي يوم 25 فيفري 2010 على يد العقيد ولطاش شعيب، الذي كان على رأس جهاز عصرنة الشرطة، حيث تمت المتابعة على أساس أنه توجد علاقة مصاهرة بين  ولطاش واحد من المساهمين في شركة "ألجيرين بزنس‭ ‬ملتيميديا‮"‬‭ ‬على‭ ‬إثرها‭ ‬تم‭ ‬عقد‭ ‬صفقات‭ ‬بالتراضي‭ ‬مع‭ ‬الشركة‭ ‬بطريقة‭ ‬مخالفة‭ ‬للقانون،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬كافة‭ ‬المتهمين‭ ‬أكدوا‭  ‬أثناء‭ ‬محاكمتهم‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الصفقات‭ ‬تمت‭ ‬بطريقة‭ ‬قانونية‭. ‬


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق