قالت قناة "فرانس 24"، أول أمس، إن مصادر لها تتوقع فوز الإسلاميين في برلمانيات 2012 بالجزائر! طبعا، مصادر "فرانس 24" "موثوقة" و"مطلعة" و"مقرّبة" مثل مصادر الصحافة الجزائرية، ولهذا سيتعذر عليها إبلاغنا من هي مصادرها لو أننا حاولنا معرفة هذه المصادر ومن أين أتت بمعلومة مهمة تخص الساحة السياسية الجزائرية. ربما قرأت صحفية "فرانس 24"، طالع الانتخابات الجزائرية من الفرحة العارمة التي جعلت أبو قرة سلطاني، يرقص ويهلل للانتخابات ويرى نفسه أمير المؤمنين القادم، أو ربما هي أمنيتها وأمنية مالكي القناة، وهم لم يتمنوا خيرا يوما للجزائر، وليست هناك مصيبة أكبر يمكن أن يتمنوها للجزائر التي ضاعت منهم فيما مضى، أكثر من مصيبة وصول الإسلاميين إلى السلطة. لا أدري، ربما مازال الإعلام الفرنسي يحلم بعودة الأوضاع إلى ما كانت عليه في ديسمبر 1991، أين كان الحزب المحل يجند الجماهير بالتخويف والترهيب ويعد بالجنة كل من صوت له في التشريعيات، مثلما كان يردد عباسي مدني "لن أعدكم بمناصب العمل ولا بالسكن وإنما أعدكم بالجنة"!! الأكيد، أن هذا الوضع الذي عاشه الجزائريون منذ عشرين سنة مضت، باليوم والدقيقة، لا يمكن أن يعود ولا يمكن أن نسمح بعودته مهما كانت الضغوط التي تحاول قوى أجنبية فرضها علينا، وإلا لكانت كل تلك التضحيات والمجازر المرتكبة، ولكان كل أولئك الذين ضحوا بحياتهم في الحرب على الإرهاب، ذهبوا سدى، ونكون خسرنا عشرين سنة من حياتنا لنقدم الجمهورية على طبق من ذهب إلى الإسلاميين، سواء الذين احتموا بالسلطة خوفا من التيار المتشدد وتحت لواء أبو جرة وإخوانه، أو تحت جناح أي قائد آخر، حتى لو كان عبد الله جاب الله، هذا الذي لم يعمل يوما في حياته ولم يقم بأي جهد سوى مجهود الكلام وقيادة سيارات المرسيدس التي لا ندري من أي مدخول دفع ثمنها؟ ثم ليس كل من ترتدي حجابا وخمارا يعني أنها ستصوت للإسلاميين، فبعد كل ما عرفناه من مساوئ هذا التيار يستحيل أن نفتح لهم طريق للوصول إلى السلطة بأساليب الديمقراطية التي تعتبر كفرا في أدبياتهم، ليستعملوها ضدنا فيما بعد، وندخل من جديد في دوامة عنف ونتقهقر من جديد قرونا إلى الوراء.
حدة حزام الجزائر - الفجر |
الأربعاء، 21 ديسمبر 2011
الإسلاميون وتنجيم قناة فرانس 24
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق